كان (سيد) يعمل بالجريدة منسق أسماء وأخبار صفحة الوفيات. ونوعا ما أثر العمل في حالته النفسية، ويقول لنفسه: «كلنا مجرد خبر حزين في صحيفة ربما استخدمها البعض كمفرش للطعام ذات مرة استوقفه أنه تكرر اسم شخص خمس مرات في ثلاثة أشهرا ظن أن الأمر مجرد تشابه أسماء لكنه لاحظ أن عنوان العزاء واحد شغله الأمر حتى قرر أن يعرف السبب.. ذهب إلى العنوان المقرر فيه مكان العزاء كأحد المعزين رن جرس الباب فإذا بالمتوفى صاحب الصورة هو من يستقبله !! ظن على الفور أنه أخ توأم له.. شد على يده قائلا: «البقاء لله» رد الرجل في حالة بهجة: حياتك الباقية.. اتفضل تعجب (سيد) من رد فعل الرجل وقال في نفسه: «ربما ورثه ولذلك تغمره هذه السعادة بموت أخيه!» بعد أن جلس وأحضر له الرجل مشروب ضيافة لا يليق بهذه المناسبة يردد (سيد) في نفسه: يا رجل ده أنت لو قاتله مش حتفرح کده يترك (سيد) من يده كوب العصير، وقرر أن يسأل الرجل بعد أن عرفه بوظيفته: «لماذا يا سيدي نشرتم خبر وفاة المرحوم أكثر من مرة؟.
!” قال الرجل بهدوء: «لا يوجد مُتَوَفَّى يا أستاذ سيد» يرد (سيد): «لا أفهمك!»
يرد: «في الحقيقة أنا أعيش وحيدا، لا أقارب، لا أصدقاء، لا أحد يزورني إطلاقا ؛ ففكرت في هذه الحيلة كي يتذكرني الناس حيث إنه لا أحد يهتم بك إلا عند سماع خبر وفاتك.. فما الفائدة ؟!.
وبالفعل تنجح حيلتي في كل مرة ويزورني من سقطت من حساباته باعتقاد أنهم يأخذون عزائي، ولكن يبدو أن الحيلة انكشفت… لا أحد حضر سواك.
………….
من مجموعة(أشخاص قد تعرفهم)
اقرأ أيضًا:
عزمي عبدالوهاب..حارس الفنار العجوز
منذر مصرى..شَيءٌ منكِ بقى على فمى
مصطفى على..أَحْتَاجُ إِلَى شَارِعٍ
وئام أبو شادى..شاعرة تحب كل يوم رجلا جديدا
قصيدة لمحمد الكاشف..هامش مهم من أمر متكرر