الله يكتب لكل قرية قائداً يصنع أجيالاً صغيرة تسلم الراية لأجيال آخرى،كل القرى ظهر فيها نموذج الأستاذ (كسراوى على) الذى ظهر فى قريتنا فترة الثمانينات،والذى سأعود إليه بعد أن أقدم الشكر للشاعر والكتاب أحمد خالد فقد كانت مقدمة كتابه عن (مو) ملهمة ومثيرة للوجدان والذكريات،يبدأ أحمد خالد كتابه الممتع من قرية نائية بمركز نجع حمادى محافظة قنا مطلع الثمانينات ظهر فيها عمدة “مودرن” قرر تشكيل فريق كرة قدم من شباب العائلات الذين يدرسون فى المدارس الإعدادية والثانوية واختار المهندس “القطيبى احمد حفنى” للقيام بالمهمة،واستيقظ الناس ليجدوا أولادهم يقفون فى صفين طويلين وهم يرتدون شورتات بيضاء وقمصان حمراء نظيفة ومكوية وأحذية رياضية ماركة “باتا “،ونجحت فكرة العمدة فى تشكيل وجدان جيل كامل على الانتماء للفانلة وليس للعائلة فخمدت عصبيات كثيرة وهدأت خصومات عتيدة وترسخت قيم ومبادىء وانكشف “العيال” المدخنين فى اختبارات الجرى التى كانت تطوف القرية كل صباح،كان ذلك مطلع الثمانينات والعمدة هو”على أفندى شمروخ “والد زميلنا الصحفى بالأهرام محمد شمروخ ، وقد عاش المؤلف ” أحمد خالد ” تلك التجربة فى قريته التى تشبه “نجريج ” المولود بها اللاعب العالمى محمد صلاح الذى يتتبع كتاب ” مو .. ” مسيرته نحو النجومية ، مؤكداً على فكرة “الانتماء للفانلة وليس للعائلة ” كمنهج للاعب المحترف مما يسمح له بدخول مباريات فى ملاعب خصوم وأعداء من دون أن ينال ذلك من وطنيته .
أحمد خالد الذى يكتب الشعر وأصدر أربعة دواوين دخل عالم كرة القدم فى هذا الكتاب بحرفنة وإبداع وتشويق وحماس دفعه لإصدار الكتاب على نفقته الخاصة وقدم فصولاً ممتعة وموثقة عن رحلة “مو” بغلاف رائق للفنان وسام سعيد .
تجربة الأستاذ كسراوى
نفس التجربة بنبل أخلاق صاحبها وفى الفترة ذاتها الثمانينيات ظهر فى قريتنا (برطباط – غرب البحر اليوسفي بمغاغة وفي حضن الجبل الغربي للمنيا) شابا متعلما يحظى باحترام الكبار والصغار،ونجح بنعومة بالغة أن يدخل قلوب شباب القرية من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية ،يفتح بيته لهم ويتحدث إليهم عن السينما والمسرح والكتب والحكايات التى هى من بلاد بعيدة،امتلك الأستاذ كسراوى صفات خاصة جعلت جيلنا الأصغر يسعى إليه ويقف احتراما إن رآه يمر فى الشارع ، فهو نظيف الملابس دائما ورائحته طيبة ويوزع ابتسامات وضحكات واثقة وصافية،يطرق الأبواب ليسلم ويهنىء بالأعياد والأفراح ويشارك فى موائد الفقراء،والأستاذ كسراوى ـ متعه الله بالصحة ـ لم ينتظرنا نسعى إليه ـ نحن الجيل الأصغر ـ فاقتحم ملاعبنا الصغيرة وشجعنا وطبطب على أكتافنا ،وعندما كبرنا قليلا كان الأستاذ قد صنع جيلا من الأساتذة الذين يتمتعون بنفس صفاته تقريبا أحمد صادق فتحى،أمير محمود عبد الشافى محمد عبد المولى مندى توفيق وغيرهم مما لا تسعفنى الذاكرة ،لكن ظل دوره العظيم فى وقف نهر الدم المتدفق بين العائلات المتناحرة فترة الثمانينيات خالدا ،فقد ظهر بصورته البهية فى قرية يتقاتل كبارها ويدفع صغارها الثمن،فقرر أن يجعل كرة القدم بمثابة قوات حفظ السلام، انطلق الأستاذ محمد علي عبد اللطيف والشهير بالأستاذ (كسروي) يستقطب الشباب ويجمعهم حول حلم تكوين فريق لكرة القدم يمثل (برطباط) في كل الدوريات المقامة بين أبناء القرى المجاورة وفي مدينة مغاغة
واختار شبابا وتولى تدريبهم وأغراهم بالملابس الرياضية التى كان يشتريها من جيبه ،وأصبح للقرية فريق كرة قدم يتشارك فى قيادته كل أبناء قريتنا بصرف النظر عن الخصومات العائلية والطبقة الاجتماعية ففريق البلد سيدخل مواجهات كروية ساخنة مع القرى المجاورة وسنكون نحن الصغار جمهور أشقائنا وأبناء عمومتنا، ودبت روحا جديدة فى القرية وأصبح فريق الكبار فى قريتنا هو الأقوى بداية من حارس المرمى (جمال أبو عطالله الذى شاهدناه صغارا يرتدى جوانتى أو قفاز مثل لاعبى التليفزيون وكان حارسا بالمعنى الحقيقى يطير ويضرب الكرة بقبضته مثل عادل المأمور وإكرامى ، وحفظنا أسماء لاعبينا الكبار ( مندى توفيق ـ محمود عبد الشافى،مراد حلمى، )
نجح الرجل والتف أبناء البلدة حول تلك اللعبة فكوًن بنخبة من شباب القرية جمعية تعاونية استهلاكية بمعاونة الأستاذة أحمد أبو الحاج محمد ورجب مبروك ورجب أبو عزيز ومحمود طه ومحمد أحمد هارون وغيرهم ، ثم خرج من حلم كرة القدم حلم آخر ، فقام بتأسيس فرقة مسرحية عاونه وتسلم الراية بعده الشاعر الراحل أحمد صادق والأساتذة محمود عبد الشافي (الشاعر والرسام المبدع) و مجدي شندي (الكاتب الصحافي ورئيس تحرير جريدة المشهد) وسليمان الخشاب (كبير اللغة العربية وصاحب الصوت الجميل) قدمت لنا الفرقة المسرحية الكثير من المسرحيات والأغاني والأمسيات الشعرية . الحقيقة أن الأستاذ مازال قادرا على تكرار ذلك مرة ومرات أُخر ، مازال قادرا على مطاردة كل صور القبح وصنع الجمال
القوى الناعمة التى يتحدثون عنها،وليست فى الندوات والصالونات الفاخرة والمنتديات العامرة بالفراخ والضانى،فشكرا لكل من امتلك روح التغيير فى قريته وهم مئات أتمنى الوصول إليهم وتقبيل جباههم .
كل الشكر والتقدير لأصحاب الفكر وقادة التنوير الذين يفتشون عن جواهرنا النفسيه قبل أن يواريها ثرى النسيان لمن لم يحضر الحدث أو يسمع الخبر
استاذنا الفاضل
أشرف عبدالشافى
فعلا استاذ الجيل الاستاذ كسروي نموذج من نماذج اصحاب الفضل في بلدنا ، كل الحب والتقدير لشخصه الكريم
فعلا استاذ الجيل الاستاذ كسروي نموذج من نماذج اصحاب الفضل في بلدنا ، كل الحب والتقدير لشخصه الكريم، واطال الله في عمره
عمي واستاذي الأستاذ كسروي علي عبداللطيف
فهو رمز من رموز العلم والثقافة والادب والاحترام
هو قدوة لشباب قريتي برطباط الجبل كبيرًا كان أو صغيرًا
ربنا يبارك لنا ف عمره وصحته ويظل الشمعه المضئية ف بلدي ولي الشرف أن يكون استاذ أساتذتي جد لأولادي آدم واحمد ❤️