أحيانا تقرأ سيرة فنان فتحلم بمشاهدة تمثال له فى أحد ميادين القاهرة الواسعة ،أو تتخيل كل شباب وبنات مصر يعرفونه ويقدرون له دوره ويهتفون باسمه ،وتلك أحلامى بعد قراءة متأنية لمشوار سعيد شيمى أو سعيد الشيمى كما يحلو للبعض نطق الاسم بوضع ألف لام التعريف، والشيمى لا يحتاج تعريفا ، قدم الفتى أوراق اعتماده فنانا كبيرا ولم ينشغل سوى بتطوير أدواته ومنافسة كبار مصورى السينما العالمية، وهو أكثر عبقرية من كثيرين فى هوليوود ،وليست تلك أحكاما رومانسية ،وبنظرة واحدة على مشوار هذا الفنان الكبير ستدرك أن مصر كبيرة جدا بفنانين عباقرة لكننا لا نعرف قيمة الكبار ونهتم بالصغار دائما .
ومن حسن الحظ أن سعيد شيمى يكتب تجاربه بنفسه،فقد امتلك موهبة الإبداع بكل صورها الممكنة،وقدم سعيد شيمى أكثر من كتاب غاية فى الأهمية ،ففى كتابه (تجربتى مع الصورة السينمائية ) يقدم قطعة فنية يجب تدريسها لطلاب معهد الفنون عن كيفية تعامله كمدير تصوير مع المشاهد المختلفة ،سعيد شيمى ابن الباشوات والقصور هو نفسه الذى عشق السينما فكان فنان تصويرها الأول ،مثلما كان أول باحث عربى يؤسس لفن التصوير السينمائى بمجموعة مؤلفات هى درر فنية يحتاجها الممثل قبل مدير التصوير، لا أريد كلاما كثيرا عن تجربة أكبر من الكلام ،وما عليك سوى الاستمتاع بالصور المصاحبة التى تعكس مشوارا مرعبا فى حيويته واستمراه وتعدد رؤاه وعبقرية الآداء التى جعلت اسم سعيد شيمى أكبر من أسماء عدد وافر لمخرجين عمل معهم.
،لكن الناقد الكبير أحمد الحضرى قدم سيرة ذاتية ممتعة لسعيد شيمى ممزوجة بتاريخه العائلى والفنى فى كتابه(سعيد شيمى .. شاعر الصورة السينمائية) وهو كتاب مهم أيضا يحكى سيرة الفنان من الطفولة وحتى مرحلة الشباب والنضوج،ويمكنك الاستمتاع بقصة حياة سعيد شيمى كما صورها الناقد أحمد الحضرى فى ترجمان الأشواق.