أنا نفسى أتعجب من الأمر!، وذهبت إلى طبيب نفسى وقال كلاماً أشبه بالحكم والمواعظ سأحكى لك عنها بعد أن تعرف أن الست فيفى عبده لم تكن من فتيات أحلامى ولم تخدم خيال مراهقتى مرة واحدة رغم ما تمتلك من مفاتن!، فقد كان من حظ جيلنا أن شاهد فيفى من بدايتها حتى مرحلة خمسة مواااه،وهى المرحلة التى جعلت كثيرين حتى من عشاقها القدامى يتخلون عنها،ربما استثقل البعض ظلها،وربما أشعلت غيرة النساء ـ سواء فى الكار أو خارجه ـ النار فى جماهيرية فيفى التى لا تنطفىء ولن تنطفىء.
أتحدى كل الثائرين والثائرات ضد فيفى بتلك العبارة (فيفى لن تنطفىء) ويتعجب كثيرون باعتبارى مثقف وبتاع كتب وأقول قولى هذا!؟،وتعّجب الطبيب النفسى حتى كاد يضربنى،وفى الجلسة الثانية جئت له بمجموعة صور للست فيفى وشرحت له علاقتى العاطفية والإنسانية بكل صورة منهم، فنظر إلىّ بحزن مبالغ فيه وقال كلاماً مثل كلام الحكماء كما قلت لك ،فهو يعتقد أن ذاكرتى البصرية تتوقف عند مرحلة معينة وترفض المزيد من المعلومات أو الصور التى قد تخلخل النموذج الذى ترتاح له تلك الذاكرة!!،ولم أفهم شيئا،لكننى تحركت ببطء شديد ولملمت الصور وجئت لكم بها لتشاركونى ذاكرتى التى يقول الطبيب أنها تتوقف فى مش عارف إيه .
فبعد المأساة التى عاشتها تحية كاريوكا فى آواخر حياتها مع فايز حلاوة الذى طردها من شقتها وتزوج المذيعة فريال صالح،بقيت تحية وحيدة فى شقة بالإيجار ولم تجد من يدفىء أيامها سوى طفلة من الملجأ قررت أن تتبناها ،لكن القدر كان أقرب ورحلت تحية تاركة الطفلة الصغيرة لمصيرها،وهنا ظهرت الست فيفى عبده التى احتضنت عطية الله واعتبرتها طفلتها الثانية مع ابنتها الصغيرة آنذاك (هنادى)،وتعلقت الطفلة الصغيرة بالست الوحيدة التى عطفت عليها ولم تشعرها برحيل تحية كاريوكا ،وتلك هى الصورة التى عرضتها على الطبيب النفسى فابتسم ولم يعلق،فسحبت الصورة الثانية وكانت للفنانة فيفى عبده فى شبابها عام 1986 عندما كانت تؤدى رقصتها وفوجئت بوجود ليلى مراد،فذهبت إليها وأصرت أن تشاركها الغناء،وكانت ليلى قد ابتعدت تماما ورفضت الظهور عشرات المرات،لكنها استجابت لفيفى عبده وتنازلت عن عرشها وصعدت المسرح لتغنى وتدب فيها الحياة بتصفيق الجمهور،وفى لمسة إنسانية فياضة من الست فيفى التى لم يقتنع الطبيب النفسى بأن صورتها مع ليلى مراد تستوجب حبا واحتراما،أما الصورة الثالثة فهى للمخرج الكبير حسين كمال وهو يعلن عن ميلاد الممثلة فيفى عبده التى قال إنها لم تعد مجرد راقصة تؤدى دورا ،لكنها أصبحت ممثلة كبيرة وكانت تلك شهادة من مخرج كبير سمحت للست فيفى بأن تقدم نفسها فى السينما وتحصد كل الحب طوال تاريخ حافظت فيه على مهنتها كراقصة لا تخجل من آداء عملها وسط كل هذا العداء للرقص والراقصين فى بلد يتلصص على المنتقبات وهن يمسحن الشقة بطريقة مثيرة للغرائز.
اقرأ ايضًا:
“نهاية الأرب في فنون الأدب”.. الكتاب الذى أهداه محمود ياسين لـ فيفي عبده
الحرام والحلال فى عصر فاطمة ناعوت والست مواهب!
تقرير سرى من بوخارست .. وقرص طعمية فى المعتقل!