المخرجة إيناس الدغيدي مع زوجها نبيل معوض وأبنتهما.
عجيب أمر هذه الدنيا،فإيناس الدغيدى التى كانت تثير الجدل فى مصر من شرقها إلى غربها وتقلق مضاجع النقاد والسينمائئين،أصبحت مجرد خبر مثير يتم نشره فى مواقع رخيصة بعناواين أعجب من الزمن!مرة عن ساقيها والتاتو الذى يثير الرجال،ومرة عن قصة زواجها من مسيحى أعلن إسلامه من أجلها!
إيناس التى كان يؤجل صلاح أبوسيف وكمال الشيخ أفلاهما حتى تتفرغ لهما، إيناس البنت العفريتة التى قلبت موازيين الإخراج والسينما فور تخرجها فى معهد السينما عام 1974 ،إيناس التى وقفت مع هنرى بركات بجلالة قدره وكانت تقوم بتوجيه فاتن حمامة بجلالة قدرها تصبح خبراً رخيصا على هذا النحو؟،إيناس التى غامرت أكبر مغامرة وقدمت هند صبرى وأحمد عزوجيلاً كاملاً فى مذكرات مراهقة، إيناس التى صنعت مع يسرا وإلهام شاهين وجالا فهمى حالة سينمائية جديدة تشبه الإعصار الفنى الذى كان أكبر رد على أكليشيه العصر البارد والماسخ (السينما النظيفة)،يصبح حالها هكذا؟!
عندما تخرجتْ إيناس فى قسم الإخراج بمعهد السينما كانت فتاة ممشوقة القوام يتماوج شعرها كلما ضربت الأرض بقدميها فى ثقة ملفتة للنظر وهذا ما جعل الجميع ينصحها بالتمثيل بديلا عن الإخراج المرهق والذى لا يحتمله الرجال انفسهم!،فكانت ترد بغضب لإن الإخراج بالنسبة لها أهم من التمثيل ولأنها تخطط لمستقبلها كمخرجة،كانت إيناس هى الأنثى الوحيدة تقريبا فى هذا الجيل التى اتجهت إلى الإخراج السينمائى عن رغبة وحلم تحدثت عنهما كثيراً.
إيناس الدغيدي مع فاتن حمامة.
(لاعزاء للسيدات) كان أول عمل لها مساعدا لهنرى بركات،وكانت البطلة هى النجمة الكبيرة فاتن حمامة التى لا تقبل شخطا ولا نطرا من كبار المخرجين فما بالك بتلك الفتاة الصغيرة؟!،اندهشت فاتن حمامة بالفتاة الصغيرة واستجابت لها فى كل أوامرها كمخرج مساعد يتحكم فى حركة الكاميرا ويوجه الممثلين،وفى أفواه وأرانب كان مطلوبا فتاة تمثل دور خطيبة محمود ياسين،وبعد البحث،وقفت فاتن حمامة وسط الاستوديو واتجهت نحو المخرجة الشابة،وقالت: تعالى.. أنتى اللى هتعملى الدور!
إيناس ممثلة في أفواه وأرانب.
وترددت إيناس،قبل أن تستفزها فاتن حمامة بذكاء (مافيش مخرج كبير يخاف من الكاميرا)،وعلى الفور تقمصت إيناس الدور وقامت بالتمثيل لأول مرة،أما الثانية فكان دور الزوجة الرابعة فى امرأة واحدة لا تكفى،وحاول البعض اقناعها بالتمثيل بعد أفواه وأرانب التى عملت به كمساعد مخرج وقدمت دور نهى خطيبة محمود ياسين ،لكنها تمسكت بدماغها الناشفة والحمد لله لم تتوقف عن الإخراج،لأنها ستقدم للسينما المصرية مجموعة من الأفلام الاستثنائية والتى تحمل رؤية ومعالجة غير تقليدية حتى لعلاقات الحب 🙁 امرأة واحد لا تكفى 1989،القاتلة ،ديسكو ديسكو 1994 ،لحم رخيص 1995 ،استاكوزا 1996 ،دانتيلا 1998 ،كلام الليل 1998 الوردة الحمراء 2000، مذكرات مراهقة 2001 ،الباحثات عن الحرية 2004 ، ما تيجى نرقص 2006 ،مجنون أميرة 2009 .)،ولم تكتف إيناس بالإخراج،فهى صاحبة أفكار تريد تقديمها برؤيتها الخاصة وهذا لن يتحقق إلا بتأسيس شركة إنتاج،ففعلت.
مذكرات مراهقة وإكتشاف احمد عز وهند صبري.
وشاركت فى كتابة سيناريوهات أفلامها لتصبح كل هذا الكوكتيل اللطيف لفنانة مصرية كان يمكنها الوصول إلى العالمية،لكنها توقفت عن الإخراج منذ 2009 تقريبا لأسباب لا أعرفها فى حقيقة الأمر، وقدمت برنامجا حواريا واختفت وعادت بالتاتو ،أما الزوج فهو الذى ننشر صورته مع إيناس وابنتهما التى صممت إيناس على اصطحابها لمشاهدة فيلمها مذكرات مراهقة وحتى ترد الذين هاجموها واتهموها بالإباحية وتحداها البعض بأنها لن تستطيع السماح لابنتها بمشاهدته،فكان ردها بتلك الصورة .
اقرأ ايضًا: