أه لو كانت لدينا فى مصر ثقافة كتابة المذكرات!كنا سنحصل على كنوز من تجارب فى الفن والأدب والرياضة،لكن الموضوع صعب وله ألف حساب وحساب،وأنت حين تنظر إلى ملامح آثار الحكيم فى مراحل مختلفة من مشوارها ستكتشف أن هذه البنت تحمل الكثير فى قلبها وعقلها تجاه الحياة وتقلباتها،عاشت مشوارها كله تتأمل من بعيد وحافظت على حياتها بعيداً عن الضجيج والصراعات الصغيرة، لكن مرارة تكاد تراها فى نظرات عينيها البريئة براءة يصعب وصفها بحبر أسود،فتاة رائقة لا يمكن تسكينها إلا فى مكانة الأخت التى تجبرك على حمايتها من عيون الذئاب،شىء ما يحول بينها وبين النجومية كأنما تخاف من أضوائها ،أو كأنما حاجزا خفيا يمنعها من الاستمتاع بنجوميتها فتهود للخفوت وتتوارى تماما،وهى التى ولدت نجمة وملكة متوجة ببساطة وعفوية منحهما الله لآثار دونا عن باقى الموهوبين والموهوبات، حتى صوتها وهو يرن الآن فى أذنى يقول ذلك، حسام الدين مصطفى المخرج الكبير والذى لم يقدم وجها جديدا فى حياته ولم يكتشف موهبة استوقفته آثار وهى طالبة تدرس فى جامعة
الصورة من مجلة الموعد أغسطس 1978
عين شمس وتعمل فى كافتيريا الهيلتون،سألها وهو ينصرف عن اسمها فقالت: آثار عبد الحكيم محمد،فزاده الاسم إعجابا بها لتبدأ آثار مشوارها بخوف وحذر فهى لا تفكر سوى فى الحصول على اليسانس مهما كانت الإغراءات الفنية،ورفضت عشرات الأعمال وظلت تتعامل مع الاستوديوهات كغريبة وليست مقيمة،فلم تشترى سيارة إلا بعد سنوات طويلة من العمل ،ولم تصارع أحداً ولم يظهر اسمها مقرونا بنميمة أو خلافات مع نجمات جيلها أو غيرهن،موهبة آثار كانت توفر عليها الكثير من الجهد،فلم يكن لكبار المخرجين أن يغفلوا وجود هذا الوجه وتلك الملامح والقدرات العفوية لممثلة تعرف حدود تواجدها ومساحات حركتها.
وستظهر آثار فى مهرجان (كان) بصحبة يوسف شاهين وعاطف الطيب عام 1985 حيث كان فيلهما المأخوذ عن قصة نجيب محفوظ يمثل مصر بجوار فيلم وداعا بونابرت فى واقعة لم تتكرر لمشاركة فيلمين مصريين فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان،وهى كما تراها تكشف الكثير مما يحمل قلبها وعقلها وذاكرتها أيضا ، لكن شيئاً سيظل مكتوما مهما كشفت عنه الصور ،عموما كتابة المذكرات أو حتى السيرة المختصرة ليس متوفرا فى بلادنا وإن كانت هناك بشائر فى ظهور مذكرات الفنان فاروق فلوكس وعازف الجاز العالمى يحيى خليل الذى سمح للصحفية منى الشيخ بكتابة سيرته التى ستظهر فى الأسواق قريبا .. وكل التحية.
أثار الحكيم مع زوجها مجدي جودت
اقرأ ايضًا: