أنت الآن فى الأندلس ،والزمن هو القرن العاشر الميلادى والخامس الهجرى،وعلى مرمى البصر قرطبة ونسائها وجمال لياليها وسهراتها حيث قصص ولاّدة بنت المستكفى وابن زيدون وموسيقى زرياب وأفكار التوحيدى وابن خلدون،وفى الخلفية الإسلامية فقهاء المالكية والشافعية والإخلاص التام لأهل السُنة فى موالاة الحاكم والتدليس والتكييف الدينى لكل الأفكار التى تسىء إلى صاحب العرش ، وملوك الطوائف لا يريدون ضجيجاً،فبين أيديهم القصور والحدائق والنساء والخمور وتحت أقدامهم فقهاء الدين ،والصراع السياسى من قتل واغتيال ومؤامرات وتنكيل له ألف دليل من إجماع أهل السُنة ،وبينما الحال كذلك خرج عليهم هذا الشاب الوسيم الذى تربى بين أحضان الجاريات الجميلات ليؤلف كتابا فى الحب لم يسبقه أحد إلى موضوعه وهو كتاب ( طوق الحمامة فى الألفة والإلاف) ،خرج ابن حزم ليقول لفقهاء السلاطين : طظ فيكم جميعاً ، فليس هناك شىء أسمه ” إجماع ” ولكن هناك عقل يفحص ويتأمل كلام الله قبل أن يُصدر أحكاماً، والمرأة ليست ناقصة عقل ودين كما أجمعتم،ومريم أمّ عيسى وعائشة زوجة الرسول وفاطمة ابنته وعشرات صالحات كن نساء ،والحديث الشريف الذى تستندون إليه لم يقل ذلك،وهناك بين الرجال من هو أنقص ديناً وعقلاً من النساء،تعددت معارك المفكر الشاب مع منظومة الفقهاء فاطلقوا عليه لقب “عدو الدين”!، فهاجمهم بضراوة أكثر وقال لهم إن الكتب والمؤلفات العلمية فى الطب والجغرافيا والكواكب والنجوم التى تحرمونها وتتهمون أصحابها بالكفر والزندقة دالة على وجود الله عز وجل وعظيمة المنفعة للمسلمين، فأعلنوا ضده حربا وحرضوا عليه الناس فامتنعوا عن سماع دروسه في جامع قرطبة, ثم أمر المعتمد بن عباد ملك اشبيلية الشهير بحرق كتبه وتحريم قراءتها، فكتب يقول :
إن تحرقوا القرطاس لن تحرقوا
الذى يضمه القرطاس بل هو فى صدرى
يسير معى حيث استقلت ركائبى
وينزل أن أنزل ويدفن فى قبرى
عن علامات الحب .. ورؤية المحبوب فى المنام
بتلك الجرأة والثقة والقوة والتحدى والقدرة على المواجهة بالجحة والبرهان ، وقف العالم والفقيه الكبير ابن حزم الأندلسى بين صراعات السياسة ومكائد الفقهاء ليتأمل الحب وأعراضه وصفاته وقوة تأثيره ويكتب واحداً من أعظم المؤلفات التى شغلت العالم ” طوق الحمامة فى الألفة والألاف ” ذلك الكتاب الذى ترجم إلى كل اللغات واعتبروه أول دراسة فى تحليل المحبة وما تفعله بالنفس البشرية ، وقد ألفه سنة 410 هجرية, أيام شبابه على شكل رسالة يرد بها على سؤال عن الحب ، فكتب يصفه :” الحب – اعزك الله –أوله هزل وآخره جد دقت معانيه لجلالتها ان توصف فلا تدرك حقيقتها الا بالمعاناة وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور بالشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجل) .
والأرواح جنود مجندة
وربما كان هذا هو الحب الأفلاطونى الذى يخلو تماماً من الإثارة والشهوة ، بل هو اتحاد جسدين فى روح واحدة ، فالنفس الواحدة التى خلقها الله وجعل منها زوجها لتسكن إليها ، هى نفسها التى تتحد وتتواصل فى كل جزء منها مع نفس آخرى ” وقد اختلف الناس فى ماهية الحب ـ يقول ابن حزم ـ والذى أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقومة فى هذه الخليقة وفى أصل عنصرها “، فالحب كما يراه ليست له ” علة ” أو سبب ، ولو كان كذلك لتعلق الرجال بالجميلات فقط ، يقول الإمام البحر :” لو كانت علة الحب جمال المحبوب أو حسن الصورة الجسدية ،لما كان المحرومون من الجمال أو ناقصو الصورة موضعا لحب فى حين أن التجربة شاهدة على أن كثيرا من المحبين قد يتعلقون بالأدنى وهم يعلمون فضل غيره دون أن يجد الواحد منهم محيداً لقلبه عنه “، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف “.
والمحبة فى طوق الحمامة أنواع :”محبة القرابة،والألفة، والاشتراك فى المطالب ، والتصاحب، والمعرفة ، ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر ، وأخيراً محبة العشق التى لا علة لها إلا اتصال النفوس ، وغيرها يفنى وينتهى بزوال السبب ” فمن ودك لأمر ولى بعد اقضائه”، وإنك لتجد شخصين يتحابان دون علة ظاهرة ويأنس الواحد منهما بالآخر دون أدنى أى سبب ، والمُحب يسعى للمحبوب وفى سبيل الوصول إليه قد يحب أشياء لم يكن يقربها ويأنف منها ، ويسهل عليه ما كان يصعب عنده حتى إنك تجد المرء حين يمسه الحب كأنما استحال إلى مخلوق آخر . فالوصل حظ رفيع ومرتبة سرية ودرجة عالية وسعد طالع بل هو الحياة المجددة والسرور الدائم ورحمة من الله عظيمة ، ولو لا أن الدنيا دار ممر ومحنة وكدر والجنة دار جزاء وأمان من المكاره لقلنا ان وصل المحبوب هو الصفاء الذى لا كدر فيه والفرح الذى لا شائبة فيه ولا حزن معه وكمال الأمانى ومنتهى الأراجى “.
باب الوصل
وباب الوصل واحد من ثلاثين باب ينقسم إليها الكتاب فى متعة ورشاقة أسلوب ، فأنت تجد أسماء الأبواب مثيرة ومشوقة وتلك ميزة ابن حزم عن غيره من فقهاء وشعراء وأدباء القرن الخامس الهجرى ،فهو يذكر لك معانى الفراق والهجر، ويخصص أبواب تتقصى حالة المحب بداية من إدمان النظر والإقبال بالحديث عن المحبوب والإسراع بالسير إلى المكان الذي يكون فيه والاضطراب عند رؤيته ، ويتحدث عن كثرة رؤية المحبوب في المنام، وفى باب “من أحب بالوصف” يذكر كيف يقع المرء فى الحب بأوصاف معينة لا يعرفها إلا أن التقى المحبوب ، فقد تقع المحبة لمجرد سماع الصوت أو رؤية عابرة تظل عالقة فى النفس ، لطبائع المغرمين وأساليب الهوى وفن المراسلة ، ويتجلى ابن حزم فى باب ” المطاولة ” أوالمحب الذي لا تصح محبته إلا بعد طول كتمان وكثرة مشاهدة.
بين أحضان الحسناوات .. وجحيم الفقهاء
عندما تصدى الأستاذ والعالم الطاهر أحمد مكى رحمه الله لتحقيق نسخة من كتاب طوق الحمامة، كان يفتح نافذة كبيرة لمعنى الحرية الفكرية لدى رجل دين جليل فى قامة “ابن حزم “، وكان طوق الحمامة ـ بلا جدال ـ مفاجأة القرن العشرين للمفكرين والمثقفين والباحثين ،فها هو رجل دين يؤلف كتاباً كاملاً عن الحب! ويا داهية دقى ،فالرجل أحصى فى البداية خمسين اسماً للهوى والحب واللوعة والشوق والسهد والصبوة والجوى والحنين ،وزاد على ما أحصاه ابن القيم فى روضة المحبين، ليس هذا فحسب بل انه اختار ” الحمامة وطوقها “عنواناً للألفة والإيلاف والتقارب والتناغم ، ولماذا الحمامة يا مولانا؟،قال رحمه الله إن نوحاً عليه السلام اختارها ليعرف إن كان الطوفان قد انحسر عن الأرض فكانت خير رسول ، والحب طوفان قد يغرق فيه المحُب إن لم يختر ” سفيراً ” جيداً يكون ” حمامة الغرام ” وينقل إلى المحبوبة الجوى ونار الهوى .
اختار ابن حزم أن يعيش عاشقا وفقيها في الوقت نفسه وأن يكتسب كتابه الفقهى (الفصل فى الملل والأهواء والنحل ) المكانة نفسها التى حظى بها ” طوق الحمامة “، فرغم الصعاب التى شاهدها فى حياته من تقلبات سياسية ومصادرة أموال ونفى،إلا أنه ظل محتفظاً بموهبته التى أصبحت حديث العالم حتى اليوم، نشأ العاشق الأندلسى مدللاً منعماً فى قصر شاهق تتجول فيه الجاريات الحسناوات ويتنقل هو بين أحضانهن ، فوالده وزيراً للمنصور ابن أبى عامر ، والحياة كلها بين يديه ، لكن دوام الحال من المحال فقد سقطت الخلافة الأموية فى قرطبة ، وأصبح ابن حزم مطارداً باعتباره من الفلول ، ونفي بالفعل إلى مدينة “ألمرية ” شرق الأندلس وراح يدعو هناك للخلافة الأموية ،ونجح الحشد لصديقه المقرب”عبد الرحمن الخامس ” الملقب بالمستظهر وأعاد عرش الخلافة الأموية, وصار ابن حزم رئيس وزرائه،إلا أن الخليفة الجديد ما لبث أن اغتيل بعد شهرين من توليته فعادت المطاردات من جديد وكان القلب قد أُنهك تماماً ،فاعتزال السياسة والناس واعتزل فى بيت ريفى بالقرب من أشبيلية ، وظل ملازماً بيته حتى توفى سنة 456 هجرية عن واحد وسبعين سنة.
لماذا نختار فتاة واحدة من بين كل النساء ؟!
يوصيك ابن حزم (أبو محمد على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح الأندلسى القرطبى 384 ـ 456هـ ) أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبرى بأن لا تترك باباً من أبواب أنوثتها إلا وتطرقه مرة وأثنتين وأربعة ، ويحذرك من اليأس إن شعرتْ بأنها تتجاهل وجودك ، فهذا وهم كبير فهى تحس بك وربما تسمع دقات قلبك! ، كيف يا مولانا ؟!
يقول الإمام البحر كما لقبوه :”.. وشىء أصفه لك وهو أنى ما رأيت قط امرأة فى مكان تحسّ أن رجلاً يراها ، أو يسمع حسها ،إلا وأحدثت حركة فاضلة ( زائدة ) كانت عنها بمعزل،وأتت بكلام زائد كانت عنه فى غنية (رغى فاضى يعنى ) ،والرجال كذلك إذا أحسّوا بالنساء فإما إظهار الزينة ، وترتيب المشى ،وإيقاع المزاح عند قدوم المرأة ”
ويمضى بك بن حزم ليدفعك إلى التمسك بالفتاة التى دق لها قلبك ، فالسماء قد أنعمت عليك بمن تتشابه فى محاسنها وملامحها مع خيال روحك ، والأرواح ـ كما يقول مولانا ـ جنود مجندة ما تعارف منها آتلف وما تناكر منها اختلف ـ وقبل أن تراها كنت غير قادر على تحديد ما تريد ، أما الآن فقد اهتز بدنك وانشغلت بها روحك وتلك أولى علامات الحب ، وإذا وجدت نظرك لا يحيد عنها والعين تتابعها ويجن جنونك إن غابت بحثاً عن أخبارها فاعلم أنه الهوى وعليك أن تقتنص الفرصة ، وقديماً قال أحد العارفين بالهوى والعشق: “غريب – يا أبنائى – أمر الحب ،يدفع الإنسان إلى اختيار فتاته من بين مئات النساء ومن المؤكد أن هناك من تشبهها ،بل من تتفوق عليها حسناً وجمالاً لكنها بالذات تستأثر عواطفه وتمتلك كل تفكيره – إننى أتصور – يا أبنائى – أن حركة الحب لا تقل إعجازاً عن حركة الأفلاك” .
ولأن النساء رياض ـ كما يصف شيخ الإسلام ـ تذبل إن لم نرعاها ، فعليك ـ وإيانا ـ أن نسقى الورد ونقص حشائش البستان ونشم عطر الياسمين .
ضع عطرك على الرسالة فربما خبأتها تحت ملابسها
كن قريباً منها مراعياً تقلبات مزاجها حريصاً على هدهدة روحها ، وعليك بالرسائل فالأنثى تنتظر المكتوب وتتلهف إلى البريد ـ أو الأنبوكس فى زمن الفيس ـ ولا تبخل بشراء ورق جيد ويا حبذا لو عملت بنصيحة الشيخ الإمام ووضعت عطرك على “الرسالة” أو ضمنتها وردة ،فحبيبة قلبك قد ُتقبلها أو تدسها فى فتحة صدرها إن داهمها متطفل سخيف ، وإذا أسعدك حظك وكانت هى سيدة فراشك وبيتك فلا تتكاسل عن عشقها كأنها أول مرة تراها واحتفظ بذكريات حبكما طازجة وتحادث معها عن أول نظرة والصدفة التى صاحبت لقائكما ، ولا بأس من الثناء على صديقتها المخلصة التى كانت ” حمامة الغرام ” أو الذم فى تلك التى كانت تدبر مؤامرات ضد حبكما الأسطورى الذى تكلل اليوم بالزواج ، وأصبح بإمكانكما أن تتهامسا كعشيقين يخطفان قبلة وسط الزحام ، وينفردا ببعضهما لأول مرة ،واسكر بسحر اللحظة واهتف مع ابن الرومى :
أعانقها والنفس بعد مُشوقة
إليها وهل بعد العناق تدانى ؟!
وألثُم فاها كى تزول صبابتى
فيشتد ما ألقى من الهيمان !
كأن فؤادى ليس يشفى غليله
سوى أن يرى الروحين تمتزجان !!
والكتاب فى مجمله وصايا للرجال كى يكسبن حب زوجاتهن ، ونصائح للنساء لتصبح أنثى زوجها وعشيقته وخطيبته وطفلته وأمه إن شاء مادام يسقى الورد ويقص الحشائش ويزين حديقته بيديه فالنساء رياض كما أوضح مولانا.
ورغم أن الفقيه العلامة الكبير ألف كتابه هذا ليؤكد أن الحب والعشق هما لذة الفراش بين الأزواج ومن دونهما تنهدم الحياة وتفتر المودة وتذبل المحبة ، ورغم أنه خصص أبوابا فى ذكر العفة وترك المعاصى وغض البصر وتحريم الزنا والابتعاد عن موافقة شيطان الفتن والفجور ،إلا أن الحمقى تطاولوا عليه واتهموه فى دينه باعتباره يروج للرذيلة وينشر الفاحشة!!
وهو حال كبار الفقهاء فى التاريخ الإسلامى الذين اهتموا بفنون الحب والهوى لتثقيف الأزواج وتوسيع مخيلتهم حتى يصلوا إلى لذة الحياة ، فإذا كان الإسلام لم يغفل هذا الجانب المهم فى الحياة فإن مهمة العلماء الشرح والتفسير وتذليل الصعاب أمام لذة العشق، ولكن كيف يفهم غلاظ القلوب ؟!
نغم .. الجارية الشقراء التى عاشت فى قلب الشيخ
استحق ابن حزم لقب القائد والمُعلم الثانى بعد “أوفيد” صاحب الكتب الأشهر” فن الهوى “، حيث يتجول فى حدائق العشاق ويقدم إلينا النصائح والمواعظ حتى نفوز بقلب الفتاة التى نحلم بها ويعلمنا كيف تُحصنها من المتلهفين إليها ، وفى كل باب لا يكتفى بعرض قصص العشاق وحكاياتهم ، لكنه يجعل من حياته نموذجاً لتطبيق أفكاره ، فعندما يتحدث عمن أحب صفة فى المحبوب ولم يستحسن بعدها غيرها يتخذ من قصته مع جارية شقراء تسمى ” نغم ” مثالاً لذلك ويكتب فصلاً رائقاً واستثنائياً فى الاعتراف بالعشق ، يصعب أن تجده فى كل كتب التراث من حيث الجرأة واللغة ، فانظر ماذا كتب الفقيه الكبير وصاحب مدرسة فقهية مؤثرة فى التاريخ الإسلامى عن الشقراء”
دعني أخبرك أني أحببت فى صباى جارية لى شقراء الشعر, فما استحسنت من ذلك الوقت سوداء الشعر،وإنى لأجد هذا فى أصل تركيبتى ولا تؤاتينى نفسى على سواه ولا تحب غيره البتة دعنى أخبرك أنى كنت أشد الناس كلفا وأعظمهم حبا بجارية لى كانت فيما خلا اسمها نُعْم. وكانت أمنية المتمنى وغاية الحسن خَلقا وخُلقا, وموافقة لى وكنا قد تكافئنا المودة ففجعتنى بها الأقدار، وصارت ثالثة التراب والأحجار، وسنى حين وفاتها دون العشرين سنة وكانت هى دونى فى السن. فلقد أقمت بعدها سبعة أشهر لا أتجرد عن ثيابى ولا تفتر لى دمعة على جمود عينى، فوالله ما سلوت حتى الآن, ولو قبل فداء لفديتها بكل ما أملك وببعض أعضاء جسمى العزيزة على مسارعا طائعا. وما طاب لى عيش بعدها ولا نسيت ذكراها ولا أنست بسواها”.
ربما كانت ” نغم ” هى صوت الحنين للماضى الذى عاشه ، وربما كانت استراحة للقلب من معارك شرسة مع فقهاء عصره الذين حاربوه فى كل مكان وزمان .
لقد كان ابن حزم صاحب مشروع فكري وفلسفي يتأسس على العقل والحرية ويرفض النقل والإجماع ، فى مواجهة جيش من فقهاء يرفضون العقل ويتمسكون بإجماع أهل السُنة حتى فى التعامل مع مستجدات العصر الذى ظهرت فيه عقول عربية تهتم بالطب والكيمياء والأفلاك ، فاصطدم بهم وكتب يبوخهم فى ” الملل والنحل :” ” عابوا كتبا لا علم لهم بها ولا طالعوها ولا رأوا منها كلمة ولا قرؤوها ولا أخبرهم عما فيها ثقاة, كالكتب التي فيها هيئة الأفلاك ومجاري النجوم والكتب التي جمعها أرسطا طاليس في حدود الكلام. وهذه الكتب كلها سالمة مفيدة دالة على وجود الله عز وجل وقدرته, عظيمة المنفعة “.
وخاض من أجل المرأة معركة شرسة مع فقهاء المالكية والشافعية الذين قالوا بعدم ولاية المرأة لنقصان عقلها ودينها ،وقال إن الله تعالى ما ذكر منزلة من الفضل إلا وقرن النساء مع الرجال: “إنّ المسلمين والمسلمات” حاشا الجهاد فإنّه فرض على الرجال، والانتماء لجنس لا يوجب أى فضل كما فهم الفقهاء من الآية الكريمة”وليس الذكر كالأنثى “،فليس بها سوى اختلاف الجنسين لا أكثر ، وتلك هى فلسفة ” طوق الحمامة ” فالنفس وسلامة جوهرها أساس الحكم على البشر جميعاً دونما تمييز ، والحب بدرجاته قادر على إصلاح الحياة وصفاء كائناتها .
ابن حزم
هو الأمام البحر , ذو الفنون والمعارف، أبو محمد ،على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسى القرطبى اليزيدى ويمتد نسبه إلى أبى سفيان بن حرب الأموى
30 رمضان 384 هـجرية / 7 نوفمبر 994 ميلادية بقرطبة , أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبرى ، وهو إمام حافظ , فقيه ظاهرى ، ،متكلم ، أديب ، وشاعر , وزير سياسي لبنى أمية.
موقع اكثر من رائع … بالتوفيق بإذن الله.