نعم كنا نحلم ونتمنى كثيرا قبل المباريات ،لكننا هذه المرة نكاد نمسك بالحلم لدرجة أننى وثلاثة أخرين تراءت أمامنا الفرحة بهز شباك الأهلى وما أحلى لحظة هز شباك الأهلى ،أحدنا قال :بلاش نبالغ فى الحلم .. الفرقة تعبانة، والثانى أكد على كلامه ،لكنه عاد سريعا ليقول إن المدرب لو ترك كل لاعب فى مركزه الأساسى سنفوز بإذن الله، أما أنا ـ وحدى أنا ـ فتمسكت بالحلم خاصة وأن المباراة فى السعودية وفى نفس المكان الذى رقص منه أبو ناصر ليحتسب الحكم ضربة جزاء ويتغاضى عن طرد لاعب هرس قدم زيزو هرسا مفضوحا، لكننى شاركت الصديقين فى عدم المبالغة فى الحلم بهز شباك الأهلى مرة واحدة .. ودفعنى الحلم للحلم بهز شباكهم مرة وأثنتين وثلاثة فليس هناك رقيب على الحلم ولن تفسده نتيجة المبارة لأنه سيظل حلما جميلاً يرادونا فى زمن بلا أحلام . هذا حالى ومعى كثير من الزمالكاوية الحالمين لدرجة تغيظ كارهى الأحلام وعشاق الكوابيس ،نعيش بالأمل وننتظر الفرحة حتى لو كانت مستحيلة ،فما أجملها إن جاءت وقلبت الميزان وأحدثت الدهشة، وهناك غيرها إن عاندت وتمنعت وحجبت نفسها، مبارة اليوم 27 سبتمبر 2024 تخضع لهذا الإحساس مثل غيرها من مباريات الزمالك ،فلن نمزق الفانلات ونصاب بتصلب فى الرايين إن خاننا الحظ لأنه حظ وطبيعى أن يخون، ولن نبلغ الجبال طولا إن حالفنا الحظ لأنه حظ يأتى بغتة ويضيع بنفس الطريقة، مباريات كثيرة نلعب أفضل بكثير ونخسر.
ومباريات قليلة يلعبها الأهلى ونفوز، ليس هناك معيار فنى ثابت فى تلك مباريات القمة، التشكيل يلعب دور،ارتكاز اللاعبين يلعب دور، توجيهات المدرب تلعب دور ،لكن النتائج دائما لا تعترف بكل هذه التفاصيل الدقيقة،إصابة لاعب فى شوط المباراة الأول قد تؤثر على سير باقى المباراة، لذا تسقط كل هذه الحسابات أمام بريق عظيم اسمه الحلم،فنحن نحلم حتى لو خانتنا الأحلام، سنظل أوفياء ليست شعارات للسخرية أو التحفيل إلا لأولئك الذين لم يجربوا الوفاء فى أشد أوقات الضيق والإنكسار،ليس لعيب فى هؤلاء ولكن لأنهم لم يجربوا الضيق الذى نعيشه كثيراً،والانكسار الذى جربناه كثيراً ،لقد اختبرنا الصبر وانتظرنا الفرج كما ننتظره فى تلك اللحظات وقبل ساعات من مباراة القمة مع الأهلى . قد أبدو منحازاً للزمالك على غير طبيعة أصحاب المواقع والمنصات الذين يغازلون جمهور الأهلى والزمالك، لكننى منحاز بالفعل .. لأننى زمالكاوى بالفعل.