اللوحة للفنان محسن شعلان
راكضاً باتجاه البحر
أنا مروان علي
ولدت في القامشلي
وسأموت في أمستردام
قريباً من ساحة الدام
وحدائق التوليب والريد لايتس
منتشياً برائحة الماريجوانا
تفوح من غرباء
يشبهونني تماماً
حملتني الحياة حملها الثقيل
وكنت كمن يمشي على الماء
أحيا وأفكر في الآخرين
ناسياً نفسي وحياتي الشخصية
إلى درجة كنت أشعر فيها أنني الآخرون
وكان الآخرون ينظرون إلي
غريبا عنهم
نبشوا ذكرياتي
– كل ما كنت أملكه –
كنت أظن يائساً مثل غيري من الشعراء
أن الشعر المنقذ الوحيد ولكنه الخائن الوحيد
كان يترصدني في الحانات المهجورة
وعلى أرصفة مدن غريبة
وعلى أسرة باردة في غرف رطبة
ليدير ظهره لي حين كنت أحتاجه
إلهي
لم يعد لي حتى الشعر
ها أنا أدير ظهري للأصدقاء
وللخيانات وللشعر
راكضاً باتجاه البحر
ضارباً صداقات جديدة
مع الأمواج والنوارس والطحالب والرمل وأسماك القرش
بعيداً عن وحوش
تبتسم لي في وجهي
وتترصدني لتنهشني
في أقرب فرصة تتاح لها .
……………………………………………
مروان على..الذي خربط كثيرًا في حياته.
مروان علي
خربط كثيراً في حياته
صار شيوعياً، كان يحلم بأن ترفرف الرايات الحمراء فوق العالم
وفي غمضة عين انهارت المنظومة الاشتراكية، حمد الله أنها لم تسقط
على رأسه.
اكتشف أنه كردي
وأن كردستان تناديه
وبعد سنوات من الحياة القاسية في الجبال الكردية، هرب إلى بيروت
من دون علم الرفاق بعدما أقنعه صديق كان قد التحق للتو بالمقاتلين
الأكراد
أنه شاعر
وأن الكلمة أقوى من الكلاشينكوف
كتب معلقات طويلة عن جبال كردستان العالية والثورة والحب ولأنه لم ينل الاعتراف من الشعراء الأكراد
ترك الكتابة بالكردية
ترك الشعر كله
وهاهو الآن يعمل في تجارة الحيوانات
بعدما قررّ – متأخرًا جدًا طبعًا –
أن يبني مستقبله
ويبحث عن بنت الحلال.
اقرأ أيضًا:
ضل الحيطة..قصة لـ تغريد النجار
ناقص واحد.. قصيدة لـ مايكل عادل
مقهى لا يعرفه أحد..قصيدة لـ زيزي شوشة
حفرة للعب..قصيدة لـ مها شهاب الدين
سحر الغواية..قصيدة لـ رحاب زيد
مندرة العائلة..قصائد لـ فتحي عبدالسميع
أغلقي الباب ونامي..قصيدة لـ كمال عبدالحميد
مختارات من قصائد قاطع طريق.. لـ سيد العديسى