إذن يا أستاذ علي مايمنعك من هذا الحلم؟، تنهد مرة أخرى وقال: التمويل، أبحث عن ممول يتحمس للفكرة وننفذها معا،مرت السنوات وابتعدت عن إجراء حوارات فنية لم أقابل علي مرة أخرى لإجراء حوار آخر، ولكن ها أنا اسمع عن مسرحية ل علي الحجار بعنوان مش روميو وجوليت على مسرح الدولة المسرح القومي ،لطالما أحببت صوت علي الشجي فما بالك سأذهب لأسمعه يغني على خشبة المسرح !،تخيلت أنها مسرحية بها بعض الأغنيات كسابقات مثلهن علي الحجار على المسرح، لكن فوجئت منذ اللحظة الأولى هي مسرحية مغناة بالكامل مقتبسة من رائعة شكسبير روميو وجوليت ،نعم جلست وبدأت استمتع بالاستعراضات منذ الدقيقة الأولى لتبدأ رويدا رويداً في التكشف القصة الرئيسية في مدرسة مشتركة يكتشف طلابها قصة حب بين المدرس يوسف المسيحي والمدرسة المسلمة في المدرسة زهرة أو رانيا فريد شوقى ،وفجأة يشتبك الطلاب المسلمون بالطلاب المسيحيين ،كل منهم تدفعه الغيرة الدينية والحمأة والعواطف الرافضة لمثل هذا الحب ،ومثل هذه العلاقة التي هي من أكبر الكبائر في المجتمع المصري
… ،الحقيقة صدمتني فكرة العرض الجريئة للغاية بل الصدمة الأخرى أن يتم تقديمها بكل شجاعة على مسرح من مسارح الدولة أي شجاعة وأي فكرة وأي عرض نعم هو عرض في غاية التناسق والجمال شبابي الحركات زاهي الألوان يخلط الصورة بالرقص والكلمة بالحركة ديكوراته باللون والضوء بسيطة وكافية لخلق حالة مختلفة بين مشهد وآخر كل من في العرض يغني بصوته العذب وإن أبدع على الحجار بفرد عضلاته الطربية ليقول أنا هنا ! طوال العرض ينفي يوسف وزهرة أن ما يجمعهما حب عاطفي كرجل وامرأة بل هو حب صداقة وجيرة في بيوت شبرا العتيقة كلاهما يحاربان من أجل استمرار صداقتهما رغم كل رفض وعصبية دينية وتطرف ديني من كلا الطرفين من زملاء مسلمين وآخرين مسيحيين هنا يفكر مدير المدرسة عزت زين بجمع الطلاب على اختلاف دياناتهم في عمل مسرحي لشكسبير روميو وجوليت المسرحية العالمية لعله يمتص هذا الغضب ولعلهم يفهمون أن هناك حب عذري برئ ينتهي كما بدأ دون أن تشوبه شائبه تبدأ البروفات للمسرحية الممثلة من قبل الطلبة لتبدأ قصة حب جديدة هذه المرة بين طالب مسلم وطالبة مسيحية هما بطلا المسرحية المدرسية قصة حب قلقه مضطربه خائفة من الرفض
من العنف من غضب المجتمع مش روميو وجوليت عرض مسرحي جرئ الفكرة إلا أنه لم يستمر في الجرأة للنهاية لتختلف الآراء حول حب المختلفين في دياناتهما وأن الأمر وإن كان صداقة بين المدرسين يوسف وزهرة إلا أن ما جمع الطالبين في سن المراهقة هو حب ربما لا يكتمل حسب نصائح زهرة ويوسف نفسيهما للحبيبين العاشقين الصغيرين وكأنها هما ذاتهما مشيا في نفس الطريق المسدود ذات يوم إلى أن أطرا علاقتهما في إطار الصداقة فقط دون تخطي ذلك حب المسيحي والمسلمة والعكس هي قصص حب واقعية بدأت في صمت وتنتهي في صمت وما أن تخرج للعلن حتى يبدأ الهجوم والتكفير للطرفين وإن كان ذلك لم يغير من الأمر شيئا حتى وإن قام أحد الطلبة المتطرفة بإحراق المسرح والمدرسة إلا أنه يبدو أن هناك المئات من زهرة ويوسف سيظهرون ويختفون بحكم كثير من الأسباب رقصات العرض العصرية وسرعة التواصل بين الأحداث بتبلوهات راقصة منعشه تتواءم مع أشعار نظمت بذكاء للشاعر الجميل أمين حداد ألحان احمد شعتوت تصميم الاستعراضات لشيرين حجازي ديكور محمد الغرباوي جرافيك محمد عبد الرازق ،وفوتوغرافيا عادل مبارز ،ينتهي العرض ولا يصل لإجابة على سؤال مراهقين ما الضرر في حب يجمع مسلم ب مسيحية هذه المرة !! وإن كان مقبولاً في الديانة المسلمة إلا أنه مرفوض نهائيا في المسيحية لاسيما في المجتمع المصري لتظل الإجابة دون جواب حقنا لوجع الدماغ!.
في نهاية العرض وبعد تصفيق الجمهور المستمر وقف المخرج عصام السيد يطلب من جمهوره أن يكونوا أدوات دعايته بعد أن قامت وزارة المالية بإيقاف ميزانيات الدعاية للمسرحية بل تحدث أن العرض بدأ ومستمر بأقل إمكانات بالطبع تصيبني الدهشة كيف لعرض مسرحي رائع ومتناسق وجرئ الفكرة أن يقف أمام استمراره قلة إمكانات أو عدم الدعاية الكافية إلا أن هذا اللي صار وذاك اللي كان.
منى عشماوي