فعلها خالد جلال وظهر على خشبة المسرح قبل المشهد الختامى لعرض (الشهرة) الذى استمر ثلاثة ليال على مسرح العلمين وشهد حضورا جماهيريا غير مسبوق،وليس ظهور خالد جلال على خشبة المسرح حدثاً فى حد ذاته،ولكن الكلمات التى قالها كانت هى الحدث،فهو ناظر هذه المدرسة الحقيقى الذى أدى دوره الفنان محمد حسيب،وما شاهدناه ليس إلا مسرح الواقع الذى يعيشه يوميا وسط هؤلاء الشباب الذين قدموا عرضا بديعا ومبهجا،وهذا يسمونه فى المسرح (كسر الإيهام) فقبل أن يسدل الستار وينتهى العرض يأتى هذا الظهور ليعرف الجمهور أن ما كان يشاهده ليس مجرد عرض مسرحى بل جانب من تجربة عريضة لمدرسة أسسها فى مركز الإبداع منذ سنوات وصنعت عشرات النجوم الذين يملأون الشاشات اليوم.
أكثر من عشرين شاب وفتاة يتقدمون للدراسة فى مدرسة الشهرة،ويخضعون لاختبارات مرهقة حتى يتم اختيار مجموعة من بينهم للدراسة التى تؤهلهم إلى عالم الشهرة.
تلك هى الحدوتة التى استلهمها المخرج خالد جلال من تجربته الخاصة جدا فى مركز الإبداع،فها هم الشباب وقد بدأوا الدراسة لثلاثة مناهج أساسية (الموسيقى والرقص واللغة العربية والتمثيل ) وتتنقل المشاهد بين مكتب المدير أو ناظر المدرسة الذى تعمّد خالد جلال إظهار عيوبه من العصبية والتوتر وعدم الاقتناع والتردد إلى جانب التمتع بأهم صفات المدراء وهى توظيف عصفورة ينقل أخبار زملائه الطلاب والمدرسين.
وعلى مدار ساعة هى زمن الفصل الأول نرى كيف يتم إعداد الممثل،فالمسألة ليست تدريبه على الآداء،ولكن الأهم هو إعادة تنظيم السلوك وتهذيب الزوائد فى الشخصية،ثم تأتى المناهج الأساسية التى يجب أن يتعلم أصولها،ومن الجميل أن تكون اللغة العربية من ضمن المناهج التى يشترط أن يتعلمها الممثل إلى جانب مهارات الحركة والآداء.
يبدأ العرض وأمامك كل هؤلاء الطلاب الذين يتلقون دروس الموسيقى والغناء والرقص والتمثيل فتتعرف على شخصياتهم وطبيعتهم النفسية بسرعة مذهلة ،فهناك الطالبة المترددة والخائفة من مواجهة الجمهور ،وهناك الطيب الذى يصنع من نفسه بلطجيا،وهناك المريضة بالفشل ولا تعرف معنى النجاح،ووراء معظمهم حكايات نفسية تتعلق بالتربية وأسلوب الآباء والآمهات فى التعامل مع أبنائهم،ومع كل هؤلاء يتم تقديم شخصيات المدرسين وطريقتهم فى تعليم الباحثين عن الشهرة،وفى الفصل الثانى يكون كل هؤلاء قد استقروا فى أماكنهم وأدوارهم ،وبمجرد ظهور أحدهم ستعرف أنه العائش فى دور البلطجى،وتلك هى التى تتلعثم و تخاف مواجهة الجمهور،وذاك المغرور المتفاخر بثروة والده، وبالطبع سيكون من الصعب أن يتعايش كل هؤلاء الطلاب المختلفين تماماً فى الثقافات والتربية من دون مشاكل،ومن الطبيعى أن يكيد بعضهم لبعض وأن يسعى هؤلاء لإفشال هؤلاء،وأن يظل العصفورة ينقل الأخبار إلى الناظر،لكن المدرسين الثلاثة يعالجون الكثير من هذه المشكلات النفسية بهدوء ومن غير زعيق أو خطب رنانة،يطلب مدرس التمثيل من ناظر المدرسة أن يسمح للفرقة بالخروج فى فسحة قصيرة قبل العرض بيوم واحد،وتتحول الخروجة إلى كارثة حيث قام أحد الشباب بمغازلة طالبة بالفرقة فلم يحتمل زملائها ذلك ونشبت معركة كان نتيجتها كسور لراقصة الباليه فى العرض، لقد أصبحوا عائلة واحدة وهناك ألف يد ستمتد لمساعدة الفتاة المكسورة الساق ، وتستعد الفرقة أخيراً لتقديم العرض بعد أن يصبح شعارهم(احنا فريق واحد)،هذه الروح التى يتم تشكيلها أمامك بشخصيات من لحم ودم هى مدرسة خالد جلال التى جاء الوقت ليقدم جانبا منها من خلال هذا العرض المبهج بطاقات هؤلاء الشباب الذين يقف معظمهم لأول مرة على خشبة المسرح وكأنه صاحب خبرات قديمة،فلا أحد يتلعثم أو يخطىء فى حركة أو كلمة، بل إن كل ممثل صنع لنفسه شخصية مميزة حتى لو نطق بعبارة واحدة، وأظن أن ملاحظات مساعد المخرج(علا فهمى)،وكذلك مصممة الأزياء (نيفين رأفت ) ساعدت الممثلين على ذلك.
الجميع تعلم جيداً فى المدرسة الكبرى وجاء ليقدم صورة بالحجم الطبيعى لما يحدث فى مركز الإبداع،فالنص تتم كتابته بشكل جماعى مما يعطى مساحات للخيال والابتكار والحذف والإضافة،والموسيقى والديكور والملابس يتم الاستقرارعليها بالطريقة نفسها،وكل هذه التفاصيل الصغيرة تتجمع وتتكون وتتشكل حتى نصل مع استعراضات خديجة العرقان المبهجة وموسيقى وألحان أحمد طارق يحيى وديكورات عمرو عبد الله وأشعار محمود المليجى إلى اللحظة الفارقة ويقف الطلاب على خشبة المسرح ويقدومون عرضهم الذى بذلوا فيه جهدا كبيرا فيصفق الجمهور بحماس كبير لشوية عيال دخلوا المدرسة بأمراض نفسية ومشاكل عائلية ..وأصبحوا فريقا متناغما وراقصا ومبهجا ويمتلك القدرة على النجاح وتحقيق الشهرة..وهذا الفريق الكبير من طلاب مركز الإبداع يستحق التحية على تلك البطولة الجماعية التى تشاركها كل هؤلاء الموهوبين :(إبراهيم طلبة،سعدون،عمر لطفي حبيبه حاتم ،فرح حاتم، الحان المهدي، مي حمدي، ثائر الصيرفي ،صلاح بجاتو، ياسمين بدوي ،أحمد حسام،أحمد أيمن أحمد خليل، غفران الشاعر،حبيبه زيتون، شيري أشرف،عمر حمدي،لقاء الصيرفي، مريم حاتم، مريم محروس، محمد عادل هبه محمد، حبيبه النادي،محمد حسين مودي، محمد عمر، رامي صابر، محمد صلاح ،محمد سراج، باسم الجندي ،جهاد أشرف حسام ماجيك، محمد حسيب، مصطفي منصور، يوسف مصطفى كريم يحيي ،نورا نبيل، اشرف مهدي، نهي نبيل ،نادر جودة)
للمزيد : كوكتيل خالد جلال
اقرأ أيضًا:
قصة زواج ليلى مراد من أنور وجدى
معركة الفلفل والكمون بين ليلى وأنور