الغرزة شكة دبوس ،والغرزة عند الخياط،والغرزة يخطفها سائق ماهر على طريق سريع فتثير الرعب فى قلب راكب بجواره،وهى التى يقوم بها زميل ماكر للوقيعة بينك وبين رئيسك فى العمل، ويقال أن قريةً فى اليمن تسمى بهدا الاسم.
وفى مصر وحدها يكون للغرزة دخان أزرق يخرج من فتحة بابها الضيق فى حارة مظلمة،غرزة مغروزة وسط بيوت متهدمة وحاصلة على قرارات ازالة وعشرات مثلها مغروس وسط مدافن السيدة نفيسة وسيدى زين العابدين وقايتباى وممرات جامع عمرو بن العاص وحتى مطلع القلعة وما حولها وصولاً إلى الباطنية ومداخل ومخارج مصر العتيقة .
وفى الستينات انتشرت الغرز ، فالحياة بمبة وعبد الناصر هو الأب والكبير اللى مظبط الدنيا والأشية معدن ،وبقروش قليلة ينعدل المزاج وأنا وحبيبى يا نيل نولنا أمانينا، ومع النكسة التى كسرت أعناق الرجال وأدخلتهم معادلة الهزيمة وقهر تساؤلاتها المريرة كانت هى الملاذ حيث الأنفاس والكركرة والكلام الفضفضة والبكاء وصوت أم كلثوم ” كان لك معايا أجمل حكاية فى العمر كله” ، وجاءت ” ثرثرة فوق النيل ” كمجموع لكل هذه الغرز الصغيرة والمتناثرة فى أزقة القاهرة وحواريها ولكن فى ” عوامة ” ، وكان الأدب المدخل إلى هذا العالم .
والغرزة هى أول كلمة لابد أن يتعرف عليها كل المهاويس بعالم ومملكة الحشيش .. فهو مملكة متسعة قرر صاحب فودكا أن يأخذ المملكة وقصصها إلى خمارة القط الأسود !وهناك وقعت صدامات بين عالم الماء وعالم الدخان ..يمكن الاستمتاع بها فى الخمارة متى أحببت ذلك .
خمارة القط الأسود تسمح بدخول الحشاشين لأول مرة !