والكتب تعذبنى ، توجع ضميرى ويصعب علىّ أن أنام من دون تحية لمؤلفها،وقد قرأت عشرات الكتب ،وكثيراً ما نمت مؤرقاً لأننى لم أكتب كلمة شكر لكاتب عاش معى ساعة أو ساعتين أو حتى دقائق جعلنى خلالها أتأمل فتاة جميلة كانت تقدم القهوة للبطل ، أو شجرة وارفة كان يستظل بها أحد الأبطال المنهكين .. أقول : “الله ” وأنا أقرأ فى الميكروباص أحيانا،
فينظر الناس وأخجل لوهلة وابتسم لهم
بسرعة بديهة أعجبتنى:
(الله الذى لا إله هو) فيكمل الجميع بما فيهم
المسيحيين:” الحى القيوم .. لا تأخذه سنة ولا نوم”، فتنبسط أساريرنا كلنا ،ونعود إلى ما كنا نفعل قبل قراءة عبارة لطيفة أو مشهد مثير للخيااب،وأنا أعْدُ نفسى بالكتابة فور عودتى من المشوار،والمشوار زى ما حضرتك شايف طويل وأمامى وحولى وبين الكنبة والسرير عشرات الكتب التى تؤرقنى ويظهر لى مؤلفوها ـ بما فيهم الأموات ـ يعاتبوننى لأننى بخلت عليهم بكلمة شكر ، وكلما استيقظ ضميرى نام بسرعة مرعبة ودب الكسل دبيبا خفيفا يستهوينى حتى أرمى جثتى على الكنبة وفى رأسى الكتابة والأفكار والروايات وأصحابها،فها هى الكاتبة الكبيرة هالة البدرى تأتى بروايتها الجديدة(وادى الكون) التى تقدم من خلالها مغامرة جديدة فى عالمها الروائى،فها هى الجدة التى يعيش أولادها بالخارج وتحرص على تعليم أحفادها قيمة الوطن الذى ينتمون إليه، تعيد هالة كتابة التاريخ المصرى فى رحلة رواية شيقة تئأخذها إلى مراجعة الأديان القديمة وقراءة تفاصيل تساعدها على توصيل أفكارها إلى أحفادها كى تبقى برائحة أرضها وتاريخها جزءً من تكوينهم(لم أزر السيدة زينب منذ فترة .هل اختلف الأمر عن سنوات مضت ؟ … لابد من زيارتها حتى أكتسب نفحة من روحها تساعدنى على كتابة شخصية الجدة فى حياة أبطالى .. اختلفت الجدات المعاصرات كثيرا …)، هكذا تعيش بطلة الرواية فى عالمها بحثا عما يمكن أن يساعدها فى
فتح شبابيك الوعى فى عقولهم، هل من تاريخ النيل مع إيزيس . . هل من إخناتون الذى اختار الشمس قبل أن يختار البشر الأديان ويعرفونها؟
وفى رحلة ممتدة داخل وادى الكون تجوب الكاتبة الأرض والسماء وتذهب
إلى لقاء حواء .. فى شجرة المعرفة الجميلة.
ومن المنيا جاء الكاتب (محمود عبد العليم) قادما من القرية التى عشنا فيها طفولتنا المشتركة ،لم أكن مستعداً لزيارته لكننى أمسكت بروايته ” أوراق الكافر ” ورفعتها أمام عينيه وقلت “حلوة جدا”، فابتسم كطفل وجلس على الكنبة بجوارى وتركنى ممدداً استعيد حكاية شخصياته (فريد وماريان وإيفا وأحمد ) وكيف سيتشكل من هؤلاء الأربعة عالم كامل يعكس صورة مصر منذ عشرينات القرن الماضى ،إذا تبدأ الأحداث من 1923 إلى أحداث الفتنة الطائفية فى أسيوط والمنيا ومعظم محافظات مصر بين السبعينات ووصولاً إلى الذروة فى الثمانينيات ،اربع شخصيات تتحرك من قرية (حجازه قبلى ) مركز قوص ـ قنا إلى جامعة القاهرة ومنتديات الأدباء ومقاهى سيدنا الحسين (إيفا تنتمى إلى عائلة مسلمة متفرنجة والدها طبيب شهير ووالدتها يوناينة وتدرس بالجامعة وطاردها فريد بعينيه حتى اصبحا فى منطقة بين الحب والصداقة ، فريد القادم من قنا بميراث عائلى كبير متمثل فى والده المقدس سمعان ووالدته الست أم مينا وشقيقته التؤام ماريان التى تلتقى فى قوص مع أحمد ابن الشيخ عبد العليم الذى يحلم بدراسة العلوم الشرعية مثل باقى الازهريين فى الحبالصة وعزبة انطون والسراقنة ، ويصطدم بأفكار ماريان وثقافتها الواسعة والتى أوقعته من غير قصد فى أزمة تخص معتقداته الدينية الراسخة ! ، كل هؤلاء سوف تتصاعد معهم الدراما بحبكة جيدة من كاتب بذل جهداً كبيراً فى ضبط الزمن وربط أحداثه وتوثيق بعض جوانبه الثقافية والفكرية بحثا عن تحديد توصيف لوصف ( الكافر ) وهل هو الذى يفكر ويتأمل أم الذى يحمل حزاماً ناسفاً !، وهى رواية جيدة ظُلمت كثيراً مع دار نشر ( نبوغ ) التى اشتكى لى المؤلف من اختفائها المباغت لدرجة أنه لا يمتلك نسخاً من روايته ولا يعرف مصيرها.
ومن آخر الدنيا جاء مصطفى البلكى بخجله الجنوبى وبروايته ” البهيجى ” التى تقترب من رواية محمود عبد العليم فى البحث داخل دراما التاريخ ، فإن كانت أوراق الكافر تبدأ من 1923 فإن البهيجى تبدأ من عصر محمد على باشا حيث انعكاس كل تغيرات القاهرة على قرية بهيج بأسيوط التى يتم إجبار محمد البهيجى على التجنيد قسراً فيها ولكن ينقذه حماه من جبروت الكتخدا فى أسيوط ليعمل مترجما بالقصر وتتشعب حكايات الحب والخيانة والضياع بين الشمال والجنوب ، والكل ظالم لنفسه بداية محمد على وحتى محمد البهيجى وفرح وصفية والعرضحالجى فى سرد روائى حذر فى أحيان كثيرة حرصا على توثيق المعلومة التاريخية ، فرغ أن الكاتب يبحث عن إنعكاسات نفسية داخل أبطاله إلا أنه لم يستطع إغفال التركيز على أجواء العصر الذى تدور حوله البهيجى
وبينما الحال كذلك هبّ عطر الكاتبة ضحى عاصى ،أعرفه وأعرفها من مجموعتها الأولى ” سعادة السوبر ماركت ” وتابعت من وقتها كيف يمكن للكاتبة أن تجتهد وتخوض تجارب حياتية مغايرة بحثا عن رحابة أوسع للكتابة مثلما وقعت فى غرام اليوجا ودراويش سيدنا الحسين والسيدة نفيسة ، ولن أزيد عما قيل وكُتب عن روايتها الممتعة (صباح 19 أغسطس ) لكنها بالنسبة لى قمة نضوج كبير لكاتبة ظلت تبحث عن تجربتها الكبرى حتى قبضت على مدخلها المهم فى ” 19 أغسطس ” فهى تجربتها الخاصة والاستثنائية فى بحثها عن الهوية والتى تنبأت خلالها بكل ما جرى ويجرى فى روسيا حتى هذه اللحظة تقريبا.
ومن بعيد جاء وجدى الكومى وكانت أخباره قد انقطعت عنى حتى دخلت معرض زايد للكتاب بصحبة طارق إمام ووقعت عينى على روايته ( دفتر أمى ) فى دار إبييدى وفرحت بها كما فرحت بكتب آخرى حصلت عليها من نفس الدار، فى دفتر أمى يقع البطل المصرى فى غرام فتاة سويسرية ويرسل إليها إيميلات مطولة مستعرضا حياته وعلاقته بوالده وكيف كانت قاسية ومؤلمة ، ويستطرد بأنه لا يعرف لماذا يكتب إليها ( ماذا يشد فتاة سويسرية جميلة وفاتنة مثلك لتقرأ إيميلات فتى مصرى ،يكتبها بلغة مغايرة !)، لكنه لا يتوقف عن الكتابة وطرح اسئلة وجودية عن علاقته بالأدب والوسط الثقافى المصرى وكيف بدأ كتابة القصص وحصل على جائزة بقيمة ألف جنيه، ويتنقل البطل الراوى بين ذكريات العائلة ليعيد رسم علاقته بأمه وكيف داهمها المرض اللعين وتحملت قسوة والده ،لكنه لا يستريح لإجابات محددة عن الظالم والمظلوم فى العلاقات الزوجية والعاطفية أيضا
وهى أجواء ليست بعيدة عن حالة التأمل الذاتى فى رواية محمود عبد الوهاب “متقاعد” الصادرة عن ميريت ، فهو متقاعد لا حزلكة ولا فزلكة ولا زيادة ولا نقصان ، هو بطل توقفت حياته عند الستين وحيداً تائها غارقا فى الأسئلة التى شغلته منذ الطفولة حول علاقته بأمه ولماذ كان يريد أن يراها وهى ترضع شقيقه الأصغر !،هل يعانى من عقدة قديمة !، ربما وعليه أن يذهب إلى طبيب نفسى كى يتخلص من بعض هواجس الشيخوخة المستجدة عليه،وهكذا يصنع محمود عبد الوهاب متقاعده فى لغة بسيطة ورائقة وكأنما تهمس لتنقل صورة كاملة لمتقاعد أظنه جديداً على الرواية ويحتاج وقفة طويلة
ولا يحتاج عبد الرحيم كمال إلى إذن دخول إلى قلبى ومكتبى مثلما لا يحتاج إلى كتابة عن أعماله ، لكن كل الملاحم الدرامية الممتعة التى صنعها وحققت الشهرة الواسعة فى كفة ،وهذه القصص التى بحجم القلب فى كفة وحدها ، ربما كنت أبحث عن عبد الرحيم كمال التسعينات بنفس براءة القلب وطيبة الملامح التى كانت تتأكد لى يوما بعد يوم بسبب محبة عمر طاهر فقد جمعتهما صداقة الموهبة ، وكان جيلنا الأكبر يحسدهما على طريقتهما فى تقديم أحدهما للآخر، والقصص التى صدرت بغلافها الأخضر البديع عن دار إنسان حالة من التأمل والفلسفة والرؤى التى تستوجب وقفة مطولة تليق بسمو أفكارها فقد رأى أحد الأولياء الصالحين ” العشق ” على هيئة طفل يدخل غابة فيجد الأسد راقداً وتستهوى (العشق ) حالة غرام باللبدة فيقترب من الأسد الذى كان جائعا ويفكر فى عودة أولاده لكنه سمح للطفل الصغير أن يلعب قليلاً ، وراح العشق يستمتع بملمس اللبدة حتى يبدأ الأسد فى الزمجرة والزهق والملل ويفكر فى طعم لحم الطفل ، وفى الزمن المتاح بين صبر الأسد وزهد الطفل فى لعبته ظهر طائر ضئيل وراح يغنى :(من لا يأمن الأسد لا يذوق الحب ،ومن ظنّ ان الأسد سيصبر طويلا لا يعرف الحب ،وكانت الأغنية أكثر خلودا مما حدث .. وهكذا تنساب الحكايات التى سأتوقف عندها كثيرا .
وقبل أن أغمض عينى أضاء على حسن المكان بابتسامة عريضة ومشرقة فعاودت النشاط وفركت عينىّ مرحباً فالرجل قدم روايتين فى عمل واحد وبأزمنة متباعدة ومتلاحمة فى الوقت نفسه .
يستهلم على حسن فى ( أنا مى زيادة) الصادرة عن دار إنسان الشخصية الأشهر فى التاريخ الأدبى والثقافى العربى من خلال ( مريم ) المولودة فى أسيوط عام 1986 لعائلة صغيرة حيث يعمل والدها(عبادة) فى بنك التسليف ويمتلك خمسة عشر فدانا وهو الأوسط بين شقيقين (عباس وأمين) ، الأول سيعود من الخليج يوم وفاة عبادة والد مريم ليتزوج ويرث شقيقه فى كل شىء حتى زوجته!، وستعيش مريم مأساة نفسية وعصبية وإنسانية تجعها تتماس مع مى زيادة فى تصرفاتها ورؤيتها ، فحين تصل القاهرة وتلتقى بالعم الثانى ( أمين) ستتغير أفكارها عن الحياة وتكتشف أن كل ما فى مى زيادة أصبح فى رأسها وحتى جسدها الهزيل وشعرها القصير أصبح صورة منها، وتبدأ الكتابة وتدخل عالم مى زيادة حتى تتلبس الشخصية تماما لتبدأ الرواية الثانية .
وقلت للكاتب على حسن إننى تمنيت أن تظل ( مريم ) هى بطلة الرواية وليست مى زيادة، لقد وقعتُ فى غرام مريم التى تعرضت لكل أشكال وأنواع القسوة الذكورية ، رأيت شحوب وجهها وحزنها وهى تصطدم بعالم متوحش يبدأ من الخال الذى اغتصب براءتها ولا ينتهى بالعم الذى تزوج أمها للحفاظ على ميراث شقيقه ، لكن لا ضير كما يقول النحاة فقد استمتعت بالسرد اللطيف الخفيف وبتكثيف اللغة فى الجزء الأول رغم تعدد الشخصيات التى رسمت ملامح (مريم).
ومن بعيد جاءت كاتبة شابة تجتهد فى توزيع رواياتها بعد طباعتها وهى (نسرين فهمى) التى تصنع روايتها ( دلق القهوة خير الصادرة عن دار ببلومانيا للنشر) من تفصيلة صغيرة للغاية ،فقبل قراءة الفنجان كانت هذه السيدة ـ التى تقدمها لك نسرين فهمى ـ أشيك من جميلات السينما وأكثر منهن أناقة وحلاوة ،تذهب إلى النادى بعد توصيل أولادها إلى المدرسة وتعود بهما تقرأ وتسمع الموسيقى وتتجهز لعودة زوجها كابتن الطيران من رحلاته المعتادة التى لم يتغير جدول مواعيدها ذهابا وإيابا خلال 16 عاما هى فترة زواجهما
لكنها قبلت الدخول فى اللعبة على سبيل الهزار والمغامرة اللطيفة التى لن تضر ولن تنفع بالطبع ،فصديقتها التى تصدق فى قراءات الفنجان درست الهندسة وكانت والدتها استاذة فيزياء ، وصديقتهما التى تقرأ الفنجان ليست دجالة أو مشعوذة لكنها درست الحقوق فى فرنسا ووالدها دبلوماسى كبير وزوجها رجل اعمال، وتبدأ الدراما اللطيفة المكتوبة بسهولة وسلاسة وباستخدام تقنية الحوار السريع الذى يكشف أبعاد الشخصيات وصراعاتها النفسية لنجد البطلة غارقة تحت تأثير قراءة الفنجان بترتيب وقائع الصدفة أحيانا، رواية بسيطة وممتعة رغم استهلاك موضوعها إلا أن ” نسرين فهمى ” بثت فيه روحاً جديدة من خلال الأبطال وخلفياتهم الثقافية والنفسية
ولأن الكاتب عادل أسعد ميرى مبدع كبير فقد توقفت أمام ترجمته الجميلة لقصص فرانز باتلر ،فلعائلة كلها تحب “جيف” وفى أعياد الميلاد والمناسبات السعيدة يكون هو فاكهة الجميع ،يطلبون منه أن يصنع لهم “وجه القاتل ” الذى يبهج الأطفال فتتحول ملامح جيف بالفعل وويضحك الصغار ،وحدث أن تزوج “جيف ” وبينما يتحادثان قبل النوم طلبت منه زوجته أن يصنع لها وجه القاتل! ،وقالت بصوت الرجاء والتوسل : أريدك قاتلى، فتحول جيف واتسعت عيناه بحجم الخوف وكشرّ عن أنيابه وتحول إلى قاتل يقبض بكلتا يديه على جسدها وهى تطلب منه أن يضغط على رقبتها ، فضغط ّ، فطلبت الضغط بقوة أكبر ، فضغط حتى احتقن وجهها ،وخاف “جيف ” ونزع يده معتذراً ،لكنها عانقته وقفزت فى سعادة وكادت أن تقبل قدميه ، وشعر جيف باكتمال رجولته وغمرته السعادة حتى فاجأته زوجته :أريد وجه القاتل لى وحدى !
ـماذا تقولين؟!
ـ لقد كان معنا فى لحظات خاصة ولم يعد مسموحا لغيرى أن يراه ،وإن فعلت ذلك لغيرى ستكون خيانة !
وقبل أن يفكر “جيف ” فى كلامها المفاجىء كانت زوجته تتجه إلى قسم الشرطة للتبليغ ضد زوجها الذى يضربها وكاد أن يقتلها فى غرفة النوم !،ويجد جيف نفسه حبيسا ولا يزوره أحد سوى زوجته التى كانت فى قمة سعادتها لأن وجه القاتل سيكون لها وحدها بعد خروج من السجن !
هكذا يصل جنون الامتلاك كما يصوره الكاتب الفرنسى “فرانز بارتل ” فى قصة ” وجه القاتل ” التى جاءت ضمن 16 قصة ترجمها “عادل أسعد ميرى ” وصدرت فى سلسلة الجوائز عن الهيئة العامة للكتاب بعنوان “حانة العادات “،وبارتل حائز على جائزة جونكور 2006 لكنه فى هذه القصص التى تدور فى معظمها على مقاهى فرنسا يظهر فى ثوب جديد بفضل مترجم مبدع وضع لمساته الفنية على النص فجاءت اللغة رائقة وجميلة وهذا ليس غريبا على المترجم والكاتب الروائى رفيع المستوى عادل أسعد ميرى الطبيب والمثقف المصرى الذى حصل دبلوم الأدب الفرنسى من السوربون وصاحب “كل أحذيتى ضيقة ، فخ البراءة “.
وتلك سيرة الوحدة والشجن والبحث عن رفيق نتبادل معه أطراف حديث خاص أو عام، رفيق يسمع آهاتنا وليس ضروريا أن يبكى أو يتعاطف،وكثير منّا يعيش تلك الحالة منزويا فى عزلته بعيداً عن الناس الذين جربهم مرات وخذلوه مائة مرة:
أحب هؤلاء الغرباء
أصدقائى العابرين المؤقتين
الذين يعرفون عنّا ما لا يعرفه من يظنون انفسهم الأقرب
هؤلاء ممن نتعرى أمامهم دونما وجل
من يأخذون من الوقت أقله
فيفترسونه بأكمله .
هكذا ،وفى لغة صافية تخلو من الرتوش والزوائد قدمت ” سهام بدوى” نصوص كتابها “بهذه البساطة” الصادر عن دار العين بغلاف للفنانة هبة حلمى ،لا تريد من الكتابة سوى بث الحنين والبحث عن دفء المحبة فى تجاويف الحوائط وأركان البيوت والإمساك بلحظات شطحات الروح فى صعودها وهبوطها وتأملاتها المزعجة فى أحيان كثيرة ،هى كتابة التأمل والفلسفة بمفردات سهلة وشجية رغم عمق معناها حيث براح البراءة الأولى يمنحنا القدرة على تأمل مصائرنا وما آلت إليه ونكتشف الطفل الصغير بداخلنا حين نضحك بلاسبب ونبكى بلا مقدمات ونتأمل الحوائط وصور الذكريات ،وأحياناً نفكر فى تغيير الحياة بأكملها:
هل جربت ان توقف الصورة مرة وتقول :
هذه ليست حياتى
لا أحب هذا الدور
لا أحبنى هنا
ثم تفتح سياج الكادر
وتخرج
تخرج ولا تعود
ـ بمثل هذه البساطة؟
نعم يا أخى
بمثل هذه البساطة .
قرأت رواية اوراق الكافر للمبدع محمود عبد العليم وهي من الروايات سيئة الحظ فعلا ، ولكنها رائعة بمتنها ومصطلحاتها وتناول الأحداث ، انمنى ان ترى النور