بياضُ شَعرك
يزيدكَ فتنةً
وبدانتُك
دليلُ إفراطٍ في
الحياة.
أيّها المراوغُ العجوز
لا يعطّلنّك شيءٌ
ولا حتّى هذهِ الفتوقُ
التي بيننا
أو تنتبه لجثّتي التي
سأحملها بهدوءٍ
للخارج
لأنعم بالبرودةِ التي
تسري بين خلاياها.
فلا تحاول استدراجي
مرةً أخرى بحديثٍ
عن بحيراتٍ هادئة
وجناتٍ خضراءَ
نرحلُ إليها
معًا
مثلي لا يحلمُ.
فلا تجعلْ يديكَ
تحتضنانِ كفّي
هكذا،
كفّي التي تقبّلها
– بحنانِ طفلٍ –
ولا تحاول قراءتَها الآن
فخطوطُها غائمة
مثل مِطفأةٍ معتمة
هي لن تقول لك
مثلا:
إنني أفرطتُ في
اليأس
وفي السّير لساعاتٍ
طويلة
– بلا هدفٍ-
“أنتظرُ الليلَ ومن بعده
القبر”.
ليس أمامي إذن
سوى إضاعةِ الوقت
أو البحث عن حائطٍ
– أي حائط –
شريطةَ أن يكون
قديمًا ومثقوبًا
أجلسُ قربه
أدعي – بزهو – عنده
المعرفةَ المُرَّة،
ثم أهذي بأسمائهم
حتى أراهم.
هؤلاء الذين غادروني
في الزحام ـ
… ودون إشارة.
نجاة علي- من ديوان “حائط مشقوق”
اقرأ أيضًا:
ميرفانا ماهر تكشف شبكات المال وكواليس الفساد
يحيى عبد التواب يكتب عن ماجدة صالح