إن حكيت لك عن ليلى فوزى مهما حكيت فلن تتذكر مما أحكى شيئا،لكنك ستراها جميلة الجميلات بروبها الأحمر الليلى ،(فيرجينا )الناعمة السهلة الممشوقة الممتعة فى مساومات جنسية مع آرثر، رعشة شفتيها وهى بين الرغبة فى الانتقام من صلاح الدين وإغراء الكهل الماكر، نبرة صوتها وهى تخرج من بطنها الطرى إلى أذن آرثر ،ليلى فى صمتها المدهش وهى تجسد الشر كما لم
يتجسد من قبل فى ضربة شمس،ليلى هذه يا صديقى تزوجت من عزيز عثمان!، وعزيز عثمان الذى يظهر أمامك فى الصورة بشاربه الكوميدى هو الذى غنى بطلوا ده واسمعوا ده ..الغراب يا واقعة سودة جوزوه أحلى يمامة) ساخرا من نجيب الريحانى فى فيلم لعبة الست!!،وهى أقدار الجميلات ـ فقط ـ التى تصنع تلك المصادفات العجيبة،كان عزيز عثمان صديقا لوالد الست ليلى ،يجالسه ويلعب معه الشطرنج ولا يتوقف عن إلقاء النكت والقفشات والضحكات وليلى التى تبدو كطفلة تجلس وتراقب ألعاب الكبار،وقعت فى غرام عمو عزيز المضحك خفيف الظل وتصورت أن هذا هو الزوج الذى تريده فتاة صغيرة : رجل لطيف يضاحكها ليل نهار، ولكن تصورات المراهقات كانت بعيدة عن الواقع ،وتذمرت ليلى وعرفت أن الضحك وحده لا يكفى ، وانتهت الحكاية بالطلاق لتتزوج ليلى فوزى من أنور وجدى الذى كان قد أنهى علاقته مع ليلى مراد بطلاق ظل حديث الأوساط الفنية حتى هذا اليوم،لكن أنور رحل بعد ثمانية شهور من الزواج لتظل ليلى فوزى تبحث عن نصيبها حتى تزوجت الإذاعى جلال معوض.
العجيب .. والغريب والمدهش أن ليلى فوزى فى ذلك الوقت كانت نجمة تتربع على عرش الجميلات ، حتى أن مجلة الأثنين والدنيا كانت تفرد لها صفحاتها كنجمة إعلانات تمتلك التأثير على جمهور الجميلات فى مصر الأربعينات ،فقد اعتادت المجلة تقديم صفحات عن الإتيكيت فى الأكل والشرب والمشى والجلوس والكلام ، واستعانت بليلى فوزى فى تزيين الفساتين بالورود .
وفى مطلع الثمانينيات ومع السينما الجديدة التى قدمها جيل جديد (رأفت الميهى ،محمد خان، رضوان الكاشف وغيرهم) ،كانت ليلى فوزى تقطع كل هذه السنوات لتؤكد أنها فنانة كبيرة يمكن للمخرج الشاب محمد خان ـ أحد من عباقرة هذا الجيل ـ أن يعتمد عليها فى دور يحتاج زعيمة عصابة شقراء وجميلة ومثيرة ولا تتكلم كلمة واحدة ! وتكلمت ليلى فوزى بصمتها حتى وهى تخلع الجوانتى وتصوب مسدسها بهذه القوة والثبات والجمال أيضا .
وأنا باقرا العناويين شايف ست جميلة شعرها بيرفرف في الهوا وحاسس إن الزمن رجع بيا سنيين طويلة للأيام إللي كنت باستنى فيها الليل يتأخر عشان بياع الجرايد يفرش واروح اتفرج على رصته واشتري الجرايد والمجلات