أهدانى صديقى مصطفى حمدى هذا الكتاب ( عناية الأمانى فى مناقب وكرامات أصحاب الشيخ سيدى أحمد التجانى )،وهو من جمع وتأليف محمد السيد التجانى غفر الله ذنوبه وستر فى الدارين عيوبه آمين ) وهو كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة وإن كانت اللغة فيه صعبة الأسلوب والمفردات ، إلا أن المعلومات الوافية التى أكدها المؤلف عن سيدى محمد الحافظ المصرى والذى يأتى ترتيبه كأقرب الأصحاب إلى سيدى أحمد التجانى جعلتنى أتوقف كثيراً أمام هذا الرجل الذى تعرض لظلم جائر فى السنوات الأخيرة وضمن الحملات العشوائية ضد جماعة الإخوان المسلمين التى دخلها الفاهم والعبيط والأونطجى،وراح ضحية الجهل عشرات تم اتهامهم بالانتماء لجماعة حسن البنا ،ومن هؤلاء الأونطجية كاتب متواضع الموهبة راح يفتش عن أى علاقة تربط بين قيادات جماعة الإرهاب وبين علماء دين كبار فيخلط هذا بذاك عن جهل وعمى بصيرة ، وحدث أن تزوج سيدى محمد الحافظ المولود بالموفية بالسيدة زينب الغزالى وهى الكادر الإخوانى الشهير ، وكانت تلك الزيجة التى لم تستمر عامين مبررا للزج باسم العالم الجليل وسط جماعة الإرهاب التى تبرأ منها وقرر عدم استمرار علاقته الزوجية بالسيدة زينب الغزالى لهذا السبب ، لكن أعمى البصيرة خلط الغباء بالجهل ونهش فى لحم الرجل لينال رضا قيادات أجهل منه كما سنرى.
يصف مؤلف الكتاب محمد الحافظ المصرى بترجمان الطريقة التجانية وغواص بحار المعارف لصيد جواهر الدر الغاليات، فمن بين عشرات تناولهم الكتاب كانوا من أصحاب سيدى أحمد التجانى ممن التقاهم فى مختلف رحلاته واصطفى منهم الثقاة يأتى سيدى محمد الحافظ المصرى على رأس هؤلاء جميعا ليس بكرامات حسية أو معجزات غير مرئية ولكن ببحر المعرفة وقوة التأثير، يقول المؤلف (وحسبنا أن نذكر من كراماته رضى الله عنه أن كل من حضر مجلس وعظه وإرشاده لا يفارق مكانه حتي يكون قد امتلأ قلبه أمنا وإيمانا وتصديقا وحبا بل وشغفًا لعمل الخير والرجوع إلي الله تعالى .. فهو رضي الله عنه إذا تكلم في الحقيقة جاء بما يبهر العقول مما لا يوجد عند من تقدمه من أهل النقول،إنما هو فيض ربانى ومدد روحانى يأتيه من جده بواسطة شيخه قطب الأقطاب خاتم الاولياء بلا ارتياب( أبى العباس سيدى أحمد بن محمد التجانى سقانا الله من بحره بأعظم الأوانى).
هل يعقل أن يحشر اسم رجل بهذه الرقة بين جماعة إرهابية؟وهل يجوز ان تقوم موسوعة وكيبديا بتعريف الرجل باعتباره أحد مؤسسى جماعة الإخوان المسلمين ؟!
تزوج محمد الحافظ من زينب الغزالى عام 1942 زواجا لم يستمر أكثر من عامين كانت وقتها شابة فى العشرين من عمرها ولم يكن حسن البنا قد استدرجها بعد ، بل إن الشيخ الجليل محمد الحافظ المصرى اصطدم صداما عنيفا مع حسن البنا بعدما ظهر التوجه السياسى الكبير فى رؤية البنا ، وكان طبيعيا أن تختلف طبيعة رجل تربى بين أروقة المتصوفة الكبار وبين مهندس عمليات يرتدى عباءة الدين ، وكان طبيعيا أن يتم طلاق زينب الغزالى التى تصورت أن لديها منهج دينى وحاولت تجميع بعض السيدات الإخوانيات فى زاوية المغربلين التى أسسها محمد الحافظ المصرى عام 1938 لنشر دعوة المحبة والسماحة ، فقد تقلّب مولانا فى الطرق الصوفية المختلفة فقبل تقيده بالطريقة التجانية أخذ عدة طرق وأجيز فيها كالخلونية التي كانت طريقة أجداده والنقشبندية والشاذلية حتى أصبح ترجمان الطريقة التجانية ، وتزوجت زينب الغزالى فيما بعد من رجل الأعمال الإخوانى سالم محمد سالم ولم تنقطع زيارتها إلى زواية المغربلين قلعة علم الحديث التى يضىء لياليها محمد الحافظ المصرى ، وترددت كثيرا بصحبة طالبى علم وفقه وكان من بينهم صالح سرية الذى قيل أنه تزوجها قبل زواجها من محمد سالم ، وصالح إرهابى ضليع جاء من فلسطين وتسرب مع زينب الغزالى إلى زاوية المغربلين وعرف الطريق إليها وهو يخطط لعملية إرهابية كاد الشيخ محمد الحافظ المصرى أن يتورط فيها بسبب تلك الزيارات التى كان يقدم نفسه خلالها كطالب علم حديث جاء يأخذه من شيخنا ، ووقع حادث الكلية العسكرية الفنية فى 1974 وتم القبض على صالح سرية وعلى زينب الغزالى التى قالت فى التحقيقات إن صالح كان يزور زاية المغربلين بالفعل كباحث فى علم الحديث ، وانتهت بحمد الله علاقة الشيخ الحافظ بزينب الغزالى بعد تبرئته تماما عقب التحقيقات ، ولا يجوز أن يظل الغوغاء يرددون كلاما كهذا عن عالم كبير تتناقل المصادر سيرته العطرة ، ولد مولانا فى 1896بمركز أشمون بالمنوفية ، وشارك فى ثورة 19 شابا نابها ، وحمل رسالته إلى جميع الأقطار .
يمكنك أيضًا قراءة :
كل هذه الكتب الجميلة .. تطاردنى !
الساحرة التى سرقت عقول كبار الأدباء فى العالم
حكاية العمدة شمروخ والأستاذ كسراوى مع (مو)
فتحى قورة..وناس في الدنيا موعودة.. نصيبها يروح لناس تانية