فوجئ عبد الوهاب بالحديث فالتفتّ إليها في بطء ، ..كان أنيقا وجميلا … التفت نحوها وابتسم، وانفجر غيظها منه كالقنبلة:
أنا باحبك”!”
ظل عبد الوهاب على هدوئه وابتسامته ، ظل صامتا كأنه ينتظر بقية الحديث، ولم يكن هناك سوى:
“أنا باحبك ، باحبك قوى قوى!”
الغريب أنه لم ينطق ، ، ولم تغرب ابتسامته،وهى تواصل:
“أنا مش قادرة أخبى خلاص
هنا فقط تحرك عبد الوهاب ، مع قمة العصبية عند الفتاة ،رفع ساقا ووضعها فوق الساق الأخرى، وضحك ،وظل يضرب ركبته بيده اليمنى برقة ، وراح يربت على ساقه، ثم يضحك
و… وكان هذا هو درس الحب الأول في حياة ليلى مراد
كان درسا قاسيا شديد العنف عظيم الكبرياء، دارت الدنيا بها فتشبثت بالمقعد، وقد غرقت في بحر من الخجل، صعدت الدموع إلى عينيها وارتجفت أصابعها… لكن عبد الوهاب كان يضحك ويضحك ، بصوت عال ، وفي بهو فندق الوندسور الشهير وعلى مسمع من الجميع كان يضحك … وارتجف صوتها وهى تكاد تتوسل
“معناها إيه الضحكة دى… أنا بحبك!”
بالحرف هذا ما قالته ليلى ، فاختفت ضحكة عبد الوهاب، وسدد إليها عينيه في غضب، وجاء صوته صارما وهو يقول:
“أنا أفهم أن دى قلة أدب ، إزاى تتجرئى وتقولى لى كده؟”
وجرت دموعها بلا انقطاع… وبعد ثلاثين سنة بالتمام والكمال ، سمع عبد الوهاب هذه الحكاية فتذكرها ، وضحك وقال لليلى مراد: أنا قلت لك (بلاش سفالة يا بنت انتى لحسن أقول لبابا).
صالح مرسى
ليلى مراد