يا نور جديد فى يوم سعيد
ده عيد ميلادك أحلى عيد
كلمات : عبد العزيز سلام
…………..
أما مجدى أحمد على فكأنما أخرج جزءً من حياة الثلاثة الكبار، فهو حاضر حتى فى أحلام إبراهيم أصلان!، وحكايات خيرى شلبى وأغانى سيد حجاب، مجدى أحمد على هو النور الجديد وحارس الأحلام القديمة ،جمع الرواية والقصيدة والسينما والصيدلة التى درسها وزامل القيادى الإخوانى”عصام العريان “خلال المرحلة الجامعية ، هو خليط استثنائى من الاعتداد بالنفس والثقة والامتلاء ،لا يتعجل ولا يصارع لكنه يسير بخطى يرسمها ضمير فنى، تأخرتْ صداقتى معه مقارنة بعلاقتى مع باقى أفراد الغنوة “خيرى وأصلان وحجاب”،إذ بقيتُ طويلاً أتأمل أعماله وأعيد اكتشاف طريقته الروائية والشاعرية فى رسم المشاهد،فى فيلم “أسرار البنات” كان هناك مشهد للبطلة ” مايا شيحة” وهى على التروللى فى طرقة المستشفى ، المشهد ده هو السبب اللى خلانى أحب سينما مجدى أحمد على، وحتى اليوم كلما رأيت صورة له أو سمعت صوته أو قابلته فى أى مكان يدور هذا المشهد فى رأسى ،عجلات التروللى بصوت احتكاكها مع بلاط المستشفى البارد كانت بتهرس أعصاب عائلة استيقظت على كارثة ،الفتاة المراهقة الصغيرة التى ترقد مستسلمة فوق التروللى الآن هى ابنتهما ونزيف الدم الذى يلطخها الآن نتيجة غلطة لم يحسبا حسابها مطلقا، الأم (دلال عبد العزيز ) تعصر الألم فى قلبها وهى تنظر إلى الأب ( عزت أبو عوف ) الرجل المتدين الذى ظن أنه يمكنه حبس الطيور فى الأقفاص وإذا به يفاجأ بسرب عصافير كان يزرع الحب فى قلب ابنته المنطوية الوحيدة السكونة بالأسئلة الصعبة والتى لا تجد رحابة الحياة التى تنعم بها ابنة خالتها ـ مش فاكر اسمها ـ التى تربت فى بيت يسمح بالأسئلة الصعبة فالأم
” سوسن بدر ” قريبة من ابنتها والأب ” شوقى شامخ ” يترك فراشته ترتدى الملابس الملونة والزاهية وتمتلك ثقة فى نفسها تدفعها للتحقق والحضور،وها نحن الآن فى المستشفى البارد وعجلات التروللى تنقل كل هذا الصراع النفسى والدينى أيضا بين عائلتين مصريتين ، هنا كان مجدى أحمد على يستعرض عضلاته الفنية لتقديم أفكار تنويرية ترج الأرض وتُلقى بالحجر الكبير فى المياة الراكدة ، كان ذلك فى 2001 ،بمثابة صرخة قوية من مخرج قادم من مدرسة الكبار فى السينما والأدب أيضا ، مخرج يختار أعماله بمزاج يتوافق مع أفكاره ،لذا راح يحلم بتشكيل جيل من أدباء الرواية يدفع السينما بأفكار جديدة تلمس الواقع وتجرحه وتكشفه وتعيد ترتيب الأفكار التى زرعها الإرهاب الدينى والفكرى وتسربت إلى عصب الأسرة المصرية .
خلطة فوزية
قبلها ،وفى 1995 كان مجدى أحمد على قد صنع أيقونته الخاصة جداً “يا دنيا يا غرامى ” مع العبقرى محمد حلمى هلال ، فأحدث دويا كبيراً يضاف إلى تجارب أبناء جيله رضوان الكاشف وعاطف الطيب ونجحت مغامرة “يا دنيا يا غرامى ” التى أقدم على إنتاجها العبقرى الاستثنائى رأفت الميهى الذى استدان من البنوك ووضع ثقته كلها فى مخرج آخر فى واقعة لا تتكرر كثيرا فى عالم الفن ، وحصد الفيلم جوائز كثيرة أهمها جائزة الجمهور الذى أسقط كل مقولات النقاد عن انحدار ذائقته وأقبل على مشاهدة ثلاث حكايات عادية جدا لثلاث بنات مصريات يشبهن مئات ممن نراهم فى الحياة محشورات فى الميكروباص أو التوكتوك .
فاطمة (ليلى علوى) تقع فى غرام ابن خالتها الميكانيكى يوسف (هشام سليم) وتمت خطوبتها منذ أربع سنوات، دون أن يتمكن يوسف هو من الوفاء بالتزاماته فيتجه للسرقة والنصب ويدفع الثمن بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ليفقد كل شىء إلا حبه لفاطمة.
الثانية هى سكينة (إلهام شاهين) التى أحبت شقيق الأولى عبده (أحمد سلامة) وأخذها الحب إلى الخطأ الأكبر وفقدت عذريتها وفتى أحلامها الذى غرر بها وهرب ، إلى الكويت وعاد خالى الوفاض محبطا ومنساقا إلى التطرف الدينى.
أما نوال (هالة صدقى) فترتبط بشقيق الثانية حسن (مجدى فكرى) خريج كلية الحقوق البائس الذى يحبها حتى يصاب بلوثة عقلية ويظل يرسل لها عبر الترانزستور أغنيتها المفضلة “يا دنيا يا غرامى”، ولا شىء آخر يحميها من الذئاب التى تحاول نهش جسدها .
الثلاثة معا لا يشعر أحد بهن وبدراما حياتهن وكيف تخوض كل واحدة منهن معركتها فى الوجود… الثلاثة معاً فى كل هذا الغم والثلاثة معا فى الفرحة بالقهوة الإيطالية التى أصبحت طقسا بينهن ، هذه السينما التى تشبه القصائد هى عالم مجدى أحمد على الذى يحبه ويجيد السباحة فى بحيرته الواسعة ، لا يستعجل عملاً ولا يكف عن الدوران حول أحلامه مهما طال الوقت ، فى ” خلطة فوزية ” ظل مجدى معجباً بالسيناريو الذى كتبته القاصة هناء عطية سنوات وهو يبحث عن ممثلة تستوعب شخصية “فوزية” المدهشة حد الخيال ، فوزية التى تتحكم فى مصيرها بيدها ، تزوجت خمس رجال وفارقتهم وبينها وبينهم ابن أو ابنه وقصص لا تنتهى ، وبعد سنوات من البحث وصل إلى إلهام شاهين التى كانت غائبة عن السينما منذ أربع سنوات ،فتحمست ليس للقيام بدور البطولة فقط ولكن لإنتاج الفيلم بالشراكة مع شقيقها أيمن شاهين وقدم مجدى أحمد على قصيدة فنية جديدة لعالم من البشر لا يملكون سوى الحلم واقتناص البهجة مهما كانت الحياة بخيلة حتى بحمام خاص للست فوزية .
مخرج يبحث عن كتابة ناعمة حتى فى قسوتها “عصافير النيل ” رواية الوجع الإنسانى بامتياز كتبها الأسطى والمعلم والساحر إبراهيم أصلان بنفس نعومة مشاهد دلال عبد العزيز ومحمود الجندى وهو قاعد يكتب جواب للرئيس وهى بتجيب له السندوتشات.
عمل مجدى أحمد على مساعد مخرج عشر سنوات كانت كفيلة بأن تدفعه للقمة من “يا دنيا يا غرامى وحتى (2 ش طلعت حرب ) ،فلك أن تتخيل العمل مع محمد خان فى “مشوار عمر” ، والعمل مع عاطف الطيب فى ” زوجة رجل مهم ” والعمل مع طارق التلمسانى فى ضحك ولعب وجد ، كل هذه الخبرات هى التى جعلته قادراً على إعادة صياغة السيناريوهات وكتابتها إن تطلب الأمر، وهى التى حددت ذائقته بشكل كبير فى اختيار أعماله ، متعه الله بالصحة .
جمال فني وابداعي في هذا الموقع الذي اعادتني بعض كتاباته الي اجمل الشخصيات التي قدمت لنا افلام آتية من بيننا ..احلامنا ومشاكل حياتنا وعلاقاتنا ..ومنهم المخرج مجدي احمد علي الذي تكتشف بعض من ملامح حياتك التي وقعت منك وانت تري افلامه المهتمة بالبحث عن احلامنا آمالنا وخيباتنا ..مبروك للموقع الجديد ولصاحبه الكاتب أشرف عبد الشافي ..