يحلم موقع فودكا أن يطير معك كما تطير الحمامة وتحلق العصافير، ربما نتنفس سويا هواءً طيبا ونحن نستعيد تفاصيل صغيرة من حياة محمد خير الخلق كلهم ،ففى القرى والنجوع والمدن أيضا يسهر الأقارب والجيران أمام بيت الذاهب إلى لزيارة النبى صلى عليه وسلم وينشدون:
يا حمام الحمى سلّم لى على الحبيب
اللى عاش طول حياته فى الدنيا غريب
قول له مشتاقين يا طه للقا عن قريب..
وقالوا إن حمام الحمى هو الذى كان على غار حراء ويعيش فى مكة، ويختلف عن حمام الدوح الذى يعيش بين الأشجار ويهوى الظل، الذى طلب منه الشاعر سيد حجاب أن يروح لحبيب الروح فى غنوة عفاف راضى الشهيرة روح يا حمام الدوح.
ومع رفرفة أجنحة السلام فى الحرم يحكى الحمام سيرة طويلة بدأت من الغار الذى احتمى به النبى صلى عليه وسلم فى هجرته مع الصديق أبى بكر فلولا وجود الحمامة على بيضها لكان المشهد مقبضا وقاتما ، ولو انسل أحد المشركين من خيوط العنكبوت لتغير التاريخ،لكن وجود الحمامة فى سلامها وأمنها جعل الأمر غير قابل للشك فى دخول أحد إلى الغار،وكانت الحمامة بشارة خير لمرحلة جديدة فى حياة المصطفى،فها هو ينجو مع رفيقه ثانى أثنين ليؤسس دولته بعيداً عن مكة التى فارقها باكيا حزينا على عداء الأهل وقسوةالعشيرة ،وهل يبكى النبى يا رجل؟!، يبكى ويضحك ويشكو ويتألم ويحب النساء والعطر ويتختم بخاتم مكتوب من فضة ونقش عليه( محمد رسول الله )، وسيضيع الخاتم من عثمان بن عفان بعد أن توارثه عن أبى بكر وعمر بن الخطاب وستحل كوارث الفتنة !، خاتم النبي صلى الله عليه وسلم وخواتم الصحابة
كان النبى صلى الله عليه وسلم يفعل كل ذلك وأكثر ،وستجد فى فودكا هذا العدد رحلة خاصة تنتقل بك على جناح الحمامة لترى حياة النبى صلوات ربى وسلامه عليه كما لم ترها من قبل، ستبكى لدموعه الشريفة وهو يشيع مكة وذكريات طفولته وتبكى معه فى الطائف وهو يشكو إلى الله ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس،ولو استمر بك الحال فيمكنك أن تعيش معه الحزن الكبير وقت رحيل ابنه إبراهيم الذى جاءه فى الستين ومن ماريا المصرية التى خصها بمكانة تليق بها وببلاد النيل التى جاءت منها والتى احتمى بها السيد المسيح فى الرحلة المقدسة ، فمبلغ العلم فيه ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ أنه بشرُ، كما قال الإمام البوصيرى فى بردته الشهيرة، وسيعود الحمام بهديله ليرفرف حول النبى فى فتح مكة ويظل يحمل رائحة المحبة النبوية فى لونه وشكله وهديله ولا يمكن لحاج إلى بيت الله أن ينسى الحمام كجزء من الرحلة الروحية الخالصة وكجزء من الغناء الشعبى الذى جعل الحمام مرسال الحجاج وبشارة عودتهم بالسلامة، وتمر القرون والأزمان ويظل الحمام رمزا للمحبة والألفة حتى يأتى ابن حزم الأندلسى فيضع كتابا فى طوق الحمامة عن أساليب الحب والهوى وقصص الغرام ، وعندما سألوه : لماذا الحمامة يا مولانا؟ ، قال رحمه الله إن نوحاً عليه السلام اختارها ليعرف إن كان الطوفان قد انحسر عن الأرض فكانت خير رسول، فيما سيخصص الجاحظ للحمام فصولا فى كتابه الحيوان يتغزل فيه وفى طريقه مئأكله ومشربه وغرامه، وسيراقب الدكتور محمد محمد عنانى الطيور والحمام والنوارس فى مصر المحروسة التى جعلت من الطيور بمختلف أشكالها لغة فى تصاوير الجدران وحفريات المعابد
يمكنك أيضًا قراءة :
رحلة السيد المسيح إلى مصر في لوحات الفنانين
جماليات نهج البردة .. فى حنجرة الشيخ العطوانى
كم عدد أولاد النبى صلى الله عليه وسلم من الذكور
خاتم النبى صلى الله عليه وسلم وخواتم الصحابة
Comments 1