كانت لعبة رفع الأثقال ذات بريق فى مطلع القرن العشرين ونالت شهرة واسعة لدرجة كتابة الأشعار ،وكان الفضل فى كل ذلك يعود للرباع المصرى سيد نصير العائد من أوليمبياد أمسترادم عام 1928 بالميدالية الذهبية وهو الأمر الذى أشعل حماس المصريين لتلك اللعبة التى جعلت اسم مصر براقا فى كل عواصم الدنيا فهب الشعب يستقبل البطل وكتب شاعر النيل أحمد بك شوقى قصيدة خالدة ، ولم تكن كرة القدم تستحوذ على هذا الاهتمام الذى يسيطر على الناس ، بل كانت لعبات فردية هى الأكثر شعبية وجماهيرية حتى الفروسية والصيد كانت ضمن اهتمامات الناس والشعراء والأدباء بل إن الحماس للرياضة بشكل عام كان محور اهتمام الشعراء والأدباء وكتب شاعر الأطلال قصيدة يمتدح فيها الرياضة ويشجع عليها
اليوم يومك فى الشباب فناد.. لا نوم ولا شهى رقاد
جيلا من النش القوى إذا مشوا .. رفعوا الرؤوس بعزة وعناد
وكان الشاعر العراقى الكبير معروف الرصافى الذى رحل عن عالمنا عام 1945 هو صاحب أول قصيدة عن كرة القدم:
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم
كرة تراض بركلها الأجسام
وقفوا لها متشمرين
فألقيت فتعاورتها منهم الأقدام
وبالعودة إلى البطل المصرى سيد نصير الذى هز أرجاء الوطن العربى نجد أن الشاعر حليل مطران كتب عنه قصيدة أيضا ، أما قصيدة شوقى التى استقبل بها البطل المصرى العائد من أمستردام عام 1928 بالميدالية الذهبية ، فتحمل فخراً يليق بالحدث ،فقد كانت المرة الأولى التى يحرز فيها لاعبا مصريا ميدالية أوليمبية فما بالك بالذهبية التى عاد بها البطل فاستحق من أمير الشعراء هذه القصيدة التى نشرها كاملة الكاتب أشرف محمود فى كتابه ( الركض بالكلمات ):
شرفا نصير ارفع رأسك عاليا وتلق من أوطانك الإكليلا
يا قاهر الغرب العتيد ملأته بثناء مصر على الشفاة جميلا
إن الذى خلق الحديد وبأسه جعل الحديد لساعديك ذليلا
زحزحته فتخاذلت أجلاده وطرحته أرضا فصلّ صليلا
لم لا يلين لك الحديد ولم تزل تتلو عليه وتقرا التنزيلا