وطالما أنت تسمعنى فسأحكى لك قصة بحثى الطويل عن أفيش هذا الفيلم الذى يصعب البحث عنه بعد أن تم بيع تراث السينما المصرية حتة حتة،والفيلم فى حد ذاته ليس هو الموضوع لأننا لن ولم نشاهده لكن القصص المتواترة عن العلاقة بين كاميليا ورشدى أباظة تجعل الفضول كبيرا لمشاهدة فيلم قاما معا ببطولته ،وعندما تعذر العثور على الفيلم بحثت عن القصة التى جمعتهما ووجدتها فى كتاب أحمد السماحى (الدنجوان) فقد كان رشدى يشرب ويرقص ويضحك بقلب جريح،وفي إحدى الليالي كان موعده مع أصدقائه على حمام السباحة بفندق “ميناهاوس”.. وبينما انطلقت ضحكته الشهيرة جاءت إليه فتاة رائعة الجمال ذات قوام ممشوق، وشعر ذهبي، وقفت أمامه في وضع أنثوي ساخن.. وقالت له بالفرنسية: هل لي أن أتعرف عليك؟.. فابتسم “رشدي” ودخل التجربة الجديدة على الفور،اسمها “فلورنس” رئيسة فريق الباليه الذي يعمل في “الأوبرج”.. عمرها 38 سنة بحساب السنين و18 سنة بحساب الأنوثة والرقة.. هكذا وصفها رشدي فيما بعد،تواعدا على لقاء في “الأوبرج” مساء، وفي الموعد المحدد تثاقلت خطوات “رشدي” أمام الباب، فسأل عن “آني برييه” وعلم أنها تركت “الأوبرج” بعد انفصالهما وسافرت إلى بلدها، وجلس “رشدي”ليشاهد “فلورنس” التي كانت ترقص كالفراشة الرقيقة، وبعد انتهاء العرض جلسا على المائدة، وقبل أن يدور الحديث بينهما ،فوجئ بها تعرض عليه الذهاب إلى “ميناهاوس” للسباحة معاً رغم أن الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل، وشعر “رشدي أباظة” أن هذه المرأة من نوع خاص جداً.. فقد هاجمته مثلما يهاجم النساء ،وعرف منها أن الملك فاروق حضر إلى “الأوبرج” وأبدى إعجابه بها، ودعاها ذات ليلة إلى مائدته، ورغم اعتذارها عن تلبية دعوته لزيارة قصر عابدين..! إلا أن ذلك لم يؤثر على علاقتهما.. حيث اعتاد الحضور إلى “الأوبرج” لمشاهدة رقصها والجلوس معاً على المائدة “الملكية”
حيث استأجر حجرة بفندق “ميناهاوس” ليكون بجوار معشوقته الجديدة “فلورانس”!،وفي حمام السباحة قطع المسدس المصوب إلى رأس رشدي أباظة خلوته اللذيذة مع الراقصة “فلورانس”،وارتعدت أوصاله والتفت إلى الخلف ليصعقه المنظر المذهل، الملك “فاروق” شخصياً يقف بشموخه المعروف مصوباً مسدسه إلى رأسه، ساد الصمت المكان وعجز “رشدي” و”فلورانس” عن الكلام، لكن الملك كان لديه ما يقوله: “أنا قررت أقتلك” قالها ببساطة شديدة وكأنه سيطلق رصاصته على “طائر” في رحلة صيد، وقبل أن ينطق رشدي وضع “فاروق” المسدس أمامه على المائدة، واستطرد قائلاً: هذا المسدس هدية مني لك، حتى تستطيع الدفاع عن نفسك في المرة القادمة، لأنني “هقتلك يعني هقتلك” وأطلق ضحكة “ملكية” مزقت سكون المكان، ثم انصرف
قلب رشدى الذى لا يهدأ ولا يرتاح قفز وسط هذه الأعاصير والأحداث الساخنة ليسقط بين شفاة كاميليا،
الجميلة فلورانس التى فضلته على الملك أدركت ذلك!! ، ففي ليلة من ليالي عام 1950 عندما كانت تجلس بجواره فى”الأوبرج” شاهدته ينظر إلى “كاميليا”فاتنة السينما المصرية وصاحبة أجمل شفتين عرفتهما مصر ،ولم يهدأ رشدى إلا عندما ذهب إليها وعرّفها بنفسه كزميل فى التمثيل ،فأجابته بأنها سمعت عنه كثيراً، ستصبح نجماً كبيراً يا رشدي فإنصرف منتشياً
ولعب القدر لعبته مجدداً ،وجاء إلى القاهرة المخرج الإيطالي جياني فيرنتشو، وطلبه للعمل معه فى فيلمه الجديد،وتسلم سيناريو الفيلم،وكانت المفاجأة :اسم الفيلم “امرأة من نار” بطولة: كاميليا ومختار عثمان، وتسمرت عيناه على اسم كاميليا، وراح في نشوة غامرة، جاء أول يوم تصوير بعد انتظار طويل، وذهب رشدي إلى استوديو مصر، ودارت الكاميرا،والتقى الأثنان في قبلة ساخنة مزجت بين التمثيل والرغبة، وكانت “القبلة” بداية لقصة حب بين الاثنين، تحولت إلى حديث الناس في الوسط الفني، ومصر كلها
كانت “كاميليا ” قد وجهت الدعوة للجميع بالسهر في منزلها بعمارة “الإيموبيليا” بعد انتهاء التصوير وبين جموع الفنانين أبدت الفاتنة الشهيرة اهتماماً خاصاً به ،وطلبت منه عدم الخروج مع الضيوف في نهاية السهرة، وبقى رشدي على وسادة الحب قالت له: أنا أكره الكذب، لذا يجب أن تعلم أن في حياتي رجلا آخر ينفق علي، فبدت عليه علامات الضيق والغضب، فاستطردت: أقسم لك أنني لم أمنحه ما منحتك اليوم، فقد تجاوز الستين من عمره، ويدفع لي 2000 جنيه شهريا، وهو الذي اشترى لي السيارتين الكاديلاك والستروين، كما أنه يشتري لي ثيابي من أوروبا، ويرسلي صناديق الويسكي، بل إنه يعلم أنني أشربها مع غيره، إنه يحبني حبا لا يوصف!.
اخترق رشدي أباظة قلب فاتنة السينما المصرية كاميليا، ولكن بعد شهرين من هذه الواقعة، وبالتحديد في 31/8/1950 سقطت طائرة ركاب وسط الحقول وتفحمت جثث ركابها، وصدرت الصحف في اليوم التالي بنبأ مصرع النجمة كاميليا بين ضحايا الطائرة المشئومة، وبعد موتها كثرت الشائعات حول ملابسات الحادث، دون أن يصل أحد إلى الحقيقة، وتلقى الفتى الأباظي الخبر بانهيار تام، وراح في غيبوبة كاملة حزنا على “حبه الأكبر” وكلما أفاق كان يردد اسمها، ثم يروح في الغيبوبة مرة أخرى. وجاءت تحية كاريوكا لزيارته وهي “تحبس” الدموع في عينيها، وربتت على كتفه لتبدأ قصة جديدة فى حياة رشدى أباظة
اقرأ ايضًا: