وبما إن الدنيا حر بشكل لزج جدا،فكرتُ فى عمل شمسية لقراء فودكا تحميهم من هذا القيظ ولو لدقائق فى جولات مع الفن والأدب والذى منه، فالصيف هذا الموسم 2024 خذل عشاقه ،تماما مثلما يخذلنى فريق الزمالك الذى يعرف أننا أقلية وسط الأهلوية ومع ذلك لا يتوقف عن خذلانى منذ بدأت تشجيعه!،لكننى تعلمت فنون الصبر والتسامح وتمسكت بمن يخذلنى هربا من الذى كان يفرحنى فرحا مجانيا سنوات طويلة،فقد كنت مشجعا أهلاويا قبل أن أدخل مدرسة الصبر،وتلك رسالة لمحبى الصيف الذى كان قاسيا عليهم هذا الموسم مع انقطاعات التيارالكهربائى انقطاعات مؤذية للنفس والروح،ولا أريد أن أبدأ الحكايات بغنوة بودعك التى تشدو بها الست وردة وأنا أكتب الآن؟،فليس من اللائق البدء بالوداع،لكن من الأجمل أن تكون البداية مع سامية صاحبة هذا الدش البارد فى عز الصيف ،الجسد الأكثر حرية وانسجاما مع ضحكة الروح،سامية التى أحبها فريد الأطرش،لكنها أحبت رشدى أباظة ،ووهبت نفسها له ولابنته قسمت التى ظلت أزمة فى حياة رشدى وتحولت إلى أزمة فى حياة سامية أيضا،باعت سامية سيارتها الكاديلاك من أجل رشدى وحاولت أن تغلق دائرة حياتها على رشدى وقسمت وابتعدت عن الأضواء،لكنها فى النهاية بكت بكاءً مريراً ليلة زفاف (قسمت)دى إليها الدعوة لحضور حفل الفتاة التى كانت بمثابة ابنتها!،كان رشدى قاسيا جداً وهو يبرر عدم دعوتها،وقال إن ابنته كانت تعانى مع سامية،وأنه وجه إليها الدعوة لكنها تخلفت عن الحضور!،وبالطبع غضبت سامية وشعرت بإهانة،فعاد رشدى معتذرا،وكتب رسالة بخط يده نشرتها مجلة الموعد قبل سفره إلى تشكوسلوفاكيا للعلاج فى يوليو 1978،وقال رشدى : أعرف أن ابنتى ،مثل كل البنات المراهقات،وقد جعلت سامية تعانى قبلا من مشاكل ومآزق كثيرة،ولكن أين البنات والشباب فى هذا الجيل الذين لا يسببون المشاكل لأهلهم؟!،وعلى كل حال المسامح كريم ،وأنا أكرر أسفى لأن الست سامية لم تفهم ما كنت أعنيه ).
وإن كان رشدى أباظة قد عاش فارسا مغوارا وسط النساء إلا أن سامية هى التى عالجت روحه سنوات قبل أن ينتهى كل شىء،كما انتهت قصة أحمد زكى ونجلاء فتحى قبل أن تبدأ بسبب الشائعات الزائدة عن الحد والتى صاحبت حادث سيارة حدث لهما على الطريق الصحراوى وفتح شهية اللت والعجن أوائل التسعينات، فقد ربط الناس بين مشاهد الحب بينهما فى فيلم اسكندرية ليه وبين مجموعة من الصور التى ظهرا فيها سويا،وقد جئت لكم بالقصة وصورها،فالذاكرة تنسى حتى لو كانت ذاكرة مؤرخ كبير، فالنسيان آفة البشر،وقد قيل إن أدم تعجب من زيارة ملك الموت له قبل موعده مع الرحمن بأربعين سنة!ففزع آدم فزعا شديداً وسأل ملك الموت: أليس الوقت مبكراً سنوات طويلة؟، فأجابه بأنه وهب من عمره أربعين عاما لداود حين عرض عليه الرحمن أبناءه من الأنبياء والرسل، فنسى أدم ،لذلك سمى الإنسان إنسانا لأنه كثير النسيان، وعندما أراد محمود درويش ترسيخ صورة اغتصاب الأرض وسرقة الأحلام كتب ذاكرة للنسيان، وهناك أحداث بسيطة غير قابلة للنسيان حتى لو ارتكب أصحابها عشرات الأخطاء،فمن ينسى للست فيفى عبده وقفتها البطولية مع تحية كاريوكا قبل رحيلها ،ومن ينسى ما جرى مع عدوية عندما اختفى تماما وتعرض لحادث غامض هز مصر كلها قبل أن يعود فى احتفالات استمرت ثلاثين يوما على صفحات المجلات الفنية، ولازالت الذاكرة تحتفظ بصورة فتاة الأحلام الناعمة سلمى الشماع ببراح ملامحها وآثار الحكيم ببراءتها التى لم تتكرر فى أجيال تالية ،فمهما غابت تظل طلتها ببريق نبرة صوتها تماما مثلما ستظل إيناس الدغيدى حاضرة بقائمة أفلامها المثيرة للجدل حتى وإن تم اختصارها مؤخراً فى أخبار رخيصة عن التاتو الذى يزين ساقيها!، وهو الحال مع رنة خلخال سهير زكى ونجوى فؤاد وقد كان جيلنا من العواجيز محظوظا بمشاهدة وصلات رقصهما على شاشة التليفزيون المصرى من غير أن يكون ذلك مثيرا للغرائز أو هادما للمنظومة المجتمعية التى أصبحت تبحث عن الرقص والجنس والإثارة فى فيديوهات المنتقبات على التيك توك!،فقد أصبحت السرقة والتلصص الليلى عادة اجتماعية عند كثير من الرجال الذين تم حرمانهم من مشاهدة الرقص كفن كانت له فرق تجوب المحافظات وتصنع حالة من البهجة جعلت لكل محافظة مصرية رقصة منسوبة إلى أبنائه وذائقتهم،وقد حدث كل ذلك قبل أن تداهمنا الست فدوى مواهب بفتوى (الهوت شورت) وقبل أن يكتم على انفاسنا السيد يوسف زيدان ورفيقه إبراهيم عيسى بتكوين التى استقبطت إليها الشاعرة فاطمة ناعوت.
سيأخذنا المجتمع ومتغيراته إلى الباحث الكبير ورائد علم الاجتماع المصرى الدكتور سيد عويس الذى جاب القرى والمحافظات يتابع الكلمات المكتوبة على ظهر السيارات والتى تعكس ثقافة طبقة عريضة فى المجتمع طالب الدكتور سيد فى كتابه الخالد هتاف الصامتين بالاهتمام بكل هؤلاء الذين يهتفون فى صمت باحتياجاتهم ورغباتهم،وتحتفظ ذاكرة النسيان بأول عارضة أزياء مصرية وهى ست الهوانم رجاء الجداوى ملكة جمال القطن وسفيرة مصر التى تربت على يد تحية كاريوكا والسيدة صالحة أفلاطون ، والتى ستظهر اليوم فى مشهد من مسلسل العائلة مع الفنان الشاب صبرى فواز ابن كفر الشيخ الباحث عن الحلم آنذاك وفى جيبه وعقله رسالة فى الفن وعن الفن مهما تعددت طبقاته الاجتماعية.
وإن كان الفنان على الحجار قد استشاط غضبا فى معركته مع مدحت صالح على مشروع 100 سنة غُنا فإن ذاكرة النسيان تحتفظ لعلى بحوار قديم يبرر غضبه الشديد قبل أن يتصالح مع مدحت وينتهى خلاف الكبار الذى أزعجنا نحن عشاق على الحجار،لكن ذائقة محبى صوت على الحجار ومدحت صالح ومحمد الحلو ومحمد منير ستجد نفسها تقف انتباه أمام تجربة عبد الباسط حمودة الذى اقترب من الفلاسفة فى غنوته أنا مش عارفنى ثم فى (أنت الكبير)، ولن تبخل الذاكرة فى هذا الحر بقليل من البيانو وبكاء شوبان بسبب السيدة جورج صاند التى لم تكن جميلة الملامح ومع ذلك سقط فى هواها شوبان وعشرات من كبار مشاهير الفن والأدب المقيمين فى فرنسا ،وإن كانت ذاكرة الأغانى تقول إن رائعة بودعك التى تشدو بها الست وردة الآن كتبها الشاعر منصور الشادى،فإن الوقائع والقصص والحكايات تؤكد أن بليغ هو الذى كتب وهو الذى بكى عندما نسيت وردة تهنئته بعيد ميلاده فبعث إليها من الغربة بأجمل باقة ورد فى وداع العشاق:
بودعك، بودعك
بشوق للمسة من يدك
لمسة وداع ما أبخلك
بكرهك لأ بعشقك، بعشقك،
بودعك، بودعك
ودع مُحباً ودعك
جمعت لكم هذه الحواديت وأنا أحلم لكم ببعض الهدوء والمتعة فى هذا الحر وفى تلك الأيام المغشلقة.
لينكات الحكايات :
اعتذار علنى للفنان على الحجار بسبب هذا الحوار
رشدى .. المتعة والعذاب بين شفايف كاميليا
وبكى البيانو : وعدتنى أن أموت بين ذراعيها .. وخذلتنى!
يبكى الرجال .. ويصفق الجمهور للنساء !
فلسفة الصبر وتعذيب النفس بتشجيع الزمالك
عن الست زوزو .. وحكايات الحب فى الحى الراقى !
حكاية عم سيد عويس مع التوك توك والميكروباص !
الزمن الوجودى فى أغانى عبد الباسط حمودة!
إيمان البحر درويش والرباط الصليبى
أحمد ونجلاء .. الحب فى عربية إسعاف!
لماذا تحصل فيديوهات المنتقبات على كل هذا الإعجاب!!
هنو .. يا هنو .. أهلا بيك.. كل الثقافة بتحييك
الحرام والحلال فى عصر فاطمة ناعوت والست مواهب!
نصائح للأستاذ مجدى الجلاد كى يحصل على الجنسية السعودية