قرأت عشرات الكتب عن سعاد حسنى ، لكننى شاهدت تفاصيل السندريلا وقرأت فواتير حساباتها وأجندة يومياتها من هذا الكتاب الجميل لكاتبة شابة اسمها ولاء جمال استطاعت الوصول إلى صناديق سعاد التى لم يفتحها أحد قبلها، استخدمت ولاء كل الحيل الصحفية فى تتبع كل خيط يخص السندريلا حتى وصلت إلى دولاب فساتينها وخطاباتها وحارس مقبرتها ، لكن الأجمل هو اللغة السهلة التى كتبت بها ولاء كل هذه الحكايات ، فلم تستعرض عضلاتها واكتفت بتوثيق المعلومة وكتابة تعليقات توضيحية لكل صورة وموقف ، لم تتبع قصصا وهمية ولم تكتب خيالا ، لكنها وضعت الكاميرا بين أصابعها لتنقل صورة لما عثرت عليه من كنوز ثم راحت تزين الصورة ببعض التفاصيل الخاصة .
لم تعثر الكاتبة على رسائل بخط سعاد حسنى تسجل يومياتها وخطاباتها إلى والدتها وصديقاتها فقط ،لكنها عثرت على صندوق جمعت فيه السندريلا الكتب المهداه إليها من كبار الأدباء وعلى رأسهم عمنا الروائى الراحل خيرى شلبى الذى أهداها روايته السنيورة وكتب : ، وهناك إهداءات من
كانت ولاء جمال قبل الوصول إلى كنوزها ،قد تقمصت دور المخبر السرى بحثا عن الشقة التى أقامت فيها سعاد قبل سفرها الأخير إلى لندن ، حتى وصلت إلى العقار رقم 17 شارع يحيى باشا إبراهيم ، وكانت قد نجحت فى الوصول إلى خادمتها (سناء) كما وصلت إلى حارس مقبرتها وإلى مصممة ملابسها سوسن الصاوى ابنة خديجة اخت سعاد من الاب، وجمعتْ من كل هؤلاء ما أوصلها إلى دخول الشقة وفتح صناديق السندريلا الخاصة والتى كان أهمها ذلك الصندوق الذى جمعت فيه سعاد رسوماتها ومنه جاءت قصة صباح شقيقتها الأقرب فى الشبه وإلى القلب والتى ماتت فى حادث مؤلم عام 1966 ، وقالت سعاد إنها تشعر بالذنب وأنها السبب فى رحيلها ، قبل الحادث بعامين فقط، كانت سعاد قد جاءت بكشكول الرسم وأجلست صباح أمامها ورسمتها ، وسافرت صباح التى كانت تتمنى العمل بالسينما بتشجيع من سعاد بالطبع ، ووجدت لها الفرصة المناسبة للظهور فى أحد الأعمال المهمة واتصلت بها لتعود فورا إلى القاهرة ووقع الحادث على طريق مصر الصحراوى .
والأجمل أيضا هو الناشر عاطف عبيد صاحب دار بتانة الذى لم يبخل على الكتاب بورق مصقول وإخراج فنى جيد وطباعة جيدة للصور النادرة المصاحبة للكتاب، كانت صور الفساتين التى تحتفظ بها فى دولابها إحدى مفاجآت الكتاب فهناك فستانها الشهير فى فيلم شفيقة متولى ،وهناك فستان إلا أن الكاتبة تتخذ من فساتين الأفلام مدخلا للسؤال عن فستان زفاف سعاد الحقيقى ،وتكتشف أن سعاد فى المرات الثلاث التى تزوجت فيها لم يُكتب لها ارتداء فستان زفاف حتى زواجها من على بدرخان الذى استمر 11 سنة والذى كان قصة زواج رائعة لم تحتفل سعاد ولم ترتد فستان زفاف حيث كان عميد العائلة أحمد بدرخان قد رحل قبل الزواج بفترة قصيرة،ولو كان لدينا ضمير نقدى لأصبح هذا الكتاب هو الأهم فيما صدر عن سعاد خلال السنوات العشر الأخيرة على أقل تقدير .