عناصر سيريالية للفنان حامد ندا 1990
ها هو (أحمد) يكتب القصص والروايات ويضعها فى درج المكتب، فغداً تتفتح الزهور ويحصل على جائزة نوبل ليعرف العالم كله حجم موهبته ، لكن أحمد لم تتفتح له الزهور ، ولم تطلبه سوى منتديات الجنس على شبكة الانترنت ليصبح كاتباً للقصص المثيرة المسروقة من أفلام البورنو ، وتتضاءل الأحلام من نوبل إلى الفصال فى سعر ” الحتة السخنة ” التى كتبها عن علاقة غير شرعية بين فتاة جميلة وخالها أو عمها.
منذ أربع أو خمس أو ست سنوات قرأت لمحمد علاء روايته البديعة ” كلب بلدى مدرب”إلى جانب قصص منها “الببغاء فى عزلته”و مربى الحرنكش : ثلاث محاولات” .
وأحمد الذى يكتب قصصا ساخنة بطل الرواية الذى يدور مع أبطال آخرين لا يعرفهم أحد إذ تقوم رواية ” كلب بلدى مدرب ” على كل هؤلاء المحيطين بالعالم من شباب تخرج للتو فى كليات الآداب والحقوق وينتظرون ذهب السماء وفضة الأرض إن أمكن، أخوال وعمات وفتيات تعمل بعضهن فى السيرك وتتكسب الآخرىات من اتصالات تليفونية تستحلب بها شهوة الرجال ،وسيدات بدينات وجيران لمهمشين ،وفى العلاقات المتشابكة بين أحمد وخاله ونيفين تظهر رؤية الكاتب والوعى الكامل للمفاهيم الاجتماعية والثقافية والمعرفية بشكل عام، وكل ذلك ملفوف فى لغة سهلة ومرنة لا حدود بين عاميتها وفصحتها .
“موسم الهجرة لأركيديا ” وهى قصص طويلة تبدأ من خلف أشجار ودخان ثورة يناير،فهناك بشر آخرون مثل العسكرى المتقاعد ” رفقى بك “الذى ظل مشغولاً بحماية القصر ووضع خوازيق وكهربة السور كعقاب مناسب لكل من يفكر من الاقتراب،ومن شواربه المفتولة والتى تكاد تراها وتحسها بين السطور تتبدى السطوة ، ومن الجبروت الإنسانى الذى حملته قصة ” الببغاء فى عزلته ” إلى الجمال كله فى قصة “مربى الحرنكش:ثلاث محاولات” ،ومن العنوان تتشقلب فى المطبخ مع بطل استثنائى فى القصة القصيرة يلعب بالمقادير والزمن واللغة : (.. بينما يقف الآن أمام البوتاجاز،واضعاً الكيلو ونصف من الحرنكش فى ماء يمتزج بالكثير من السكر فوق نار هادئة، تأملّ غرابة الأفكار التى تصنع الاكتشافات العظيمة ، ليس فقط تفاحة نيوتن ،بل الأقرب تفاحة ستيف حوبز، هذه الألمعية فى خدمة السوق ،حين توظف المخيلة الكبيرة لاقناع المشترين بأن مربى الحرنكش هى المذاق المناسب الذى لم يدروا افتقاده فى الحياة ، لم يفكر أحدهم فى مربى الحرنكش وإلا كانت قد صنعت ، أو لنكون دقيقين : من المحتمل أن يكون أحدهم قد فكر فى هذا المشروع ..).
ومنذ تلك القراءات وأنا لا أعرف جديدا عن مشروع محمد علاء الروائى فلم نعد نلتقى بسبب تواجده بالخارج .
كتابة جميلة يا بخته