لوحة العصافير للفنان حامد ندا
لا أعرف أخبارا عن أحمد العايدى غير أنه يعمل بكل حب واستمتاع فى دار الكرمة ، لم أره منذ سنوات بعيدة ،لكننى مشغول به وأكاد أشعر أن نصا روائيا خرافيا يمكن أن يظهر لهذا الولد الذى أبهرنى بشكل شخصى بمجرد ظهوره مطلع الألفية وبصدور روايته ذائعة الصيت أن تكون عباس العبد
تربعت الرواية وكان بامكانها بقليل من الاهتمام أن تكتسح الأسواق ، وكان بإمكان العايدى أن يكتب نصا روائيا ضحلا حتى بعدها وكان سيضمن الشهرة أيضا ، لكنه فعل شيئا غريبا وأصدر ديوانا بالعامية المصرية بعنوان العشق السادى!، كان مدهشا بالنسبة لى أن يحقق كاتب شاب كل هذا المجد برواية واحدة ثم يصدر ديوانا بالعامية !،ليس تقليلا من التجربة ولا من العامية ولكن من المغامرة التى كان صغيرا جدا حين دخلها بديوانه العشق السادى ( إصدارات دار ميريت 2009) الذى يوهمك عنوانه بأنك مقدم على قراءة قصائد انتقامية تقطر من سطورها الدماء كما كتبت عنه وقت صدوره،فقد فعلها معى هذا الكاذب ، واستغل طيبتى وأوهمنى باننى سأدخل متاهة عشق تشبه أفلام الرعب، وتحفزتُ “واحتشدت” لدخول معركة الخربشة وتقليم الأظافر ،ومع أول صفحة وقبل أن يبدأ فهرس الديوان قرأت :
وحشتينى
لقيت نفسى بجيب اسمك واضغط دليت
فضربت جبهتى ،ماهذه الرقة التى تحملها كلمة “وحشتينى”، لقد جاءت الكلمة هكذا دون مقدمات، فبدت كأنما تخرج الآن دافئة من قلب عاشق ملهوف تفيض عيناه بالدمع ،لقد خدعنى هذا الكاتب ؟ أين الدماء والفاتنات المهووسات بتقليم اظافر العاشق ؟ ولكن لا بأس .. فانا أحب المفاجىء والمباغت ،وهذا خداع له طعم خاص، ولكل شىء طعم حتى الخيانة :
وعموما لو بخونك
حيبان فى طعم ريقى
ولا أظن أن أحمد العايدى أصدر أعمالا بعد الرواية والديوان ، لكننى أظنه سيكتب نصا كبيرا فى يوم ما ، وعموما مازالت قصيدته الجميلة (أسف يارب ) باقية معى رغم ضياع الديوان :
أسف يارب
اسف يا رب
على كل آيه
ناقصة منى فى الصلاه.
على أى غلطة ف
حق بنت تحبنى
ومبحبهاش.
على أمى لّما
تدق بابى عشان
أصلى
أقولها
أنا عايز أنام.
على ضهر ابويا
اللى انتنى
معتدلتهوش
مع انى بعرف
فى المساج.
على أخت تستنى
النقوط
وأنا م الفلس
لا أملك جنيه.
على كلمة طيبة
فى حق
ناس بيكرهونى مقولتهاش.
على لقمة زايدة
ف حلقى
كان أولى بيها
كلب مقطومة رجله الورانية.
عن اللى عايزه
لأنه عندى.