ريم صالح
عندما ننادي بضرورة الاهتمام بالفنون والثقافة؛ فان ذلك ليس من قبيل الرفاهية الذي يأتي بعد الاكتفاء من كل ضروريات الحياه. بل تطوير ودعم الفنون والثقافة من أهم طرق المقاومة والتعبير عن القضايا الانسانية بل أيضا قد يكون وسيلة للتنمية والاستقلال. بل يعد الطريق الوحيد لدعم القضية الفلسطينية سواء دعما مباشرا بعرضها على العالم أجمع؛ أو بدعمها ماليا.
أي يخرج كتاب لأحمد السيد النجار عن التنمية المستقلة للدول العربية كافة وللبنان وفلسطين خاصة؛ لهو أمر متوقع ومعتاد. لكن أن يطرح الكتاب تحويل الفنون الكلاسيكية أو الفنون الحديثة وما أطلق عليها “صناعات إبداعية” من أليات الدفاع عن القضية ضد المحتل الصهيوني؛ لتصبح مصدرا للدخل هو أمر جديد. فالمهارات التي يمتلكها أي شعب القائمة على معارف حديثة؛ بالتأكيد ستقود هذا الشعب لأكتشاف أفاق جديدة لحل مشاكله الحالية والمستقبلية.
ففي تقدير البنك الدولي لقوة المعرفة؛ أشار أن كفتي الميزان بين المعرفة والموارد رجُحت لصالح الأولى في الدول التي تقف في طليعة الاقتصاديات المتقدمة. هنا تصبح قلة الموارد ليست حجة يمكن للأنظمة الاحتجاج بها أمام شعوبها. لكن المعرفة والفنون والابداع الفني أو العلمي؛ يستلزم حرية التفكير والتعبير لخلق جماهيرية حقيقية للمنتج الثقافي والعلمي. الامر الذي ينتج عنه كبر قاعدة المستهلكين. بالاضافة لبناء ثقافة إيجابية تحترم العلم والعمل والعدالة في توزيع ثمار التنمية. مما ينعكس على كل طبقات المجتمع بالرفاه وخاصة الطبقة الدنيا. وهنا استحضرني كيف يتم تسويق منتجات ثقافية متدنية الجودة وفرضها على الذوق العام طوال الوقت؛ بينما تتراجع المنتجات الثقافية والابداعية الأعلى جودة لخلفية الصورة، هذا اذا لم تختفي تماما. عملا بالقانون الاقتصادي الأشهر “العملة الردئية تطرد العملة الجيدة من السوق. بل والسؤال الأهم لصالح من يتم ذلك؟ّ!