لوحات هند نعمان
ثقب المفتاح لا يرى .. بهذا العنوان الذي يقترب من القصيدة؛ نجد مختارات لعشرين شاعرة أمريكية حائزات على جائزتي نوبل وبوليتزر، ترجمة وتقديم سارة حامد حواس، وتحرير وتقديم أحمد الشهاوي. والدخول إلى الترجمة وعالم الشاعرات المتعدد والمتسع باتساع قصائدهن لا يجوز قبل المرور على تلك المقدمة التي كتبها الشاعر الكبير أحمد الشهاوي.
بدأ الشهاوي المقدمة بعبارات واضحة تكشف أبعاد الكتاب الذي يضم كل هذه القصائد (اختارت الكاتبةُ والأكاديميةُ الدكتورة سارة حامد حوَّاس أن تترجمَ لشاعراتٍ فقط، ينتمين إلى الجُغرافيا الأمريكية، وإنْ كان منهُن من انحدرن من جغرافياتٍ أخرى، لكن عِشن في الثقافةِ الأمريكيةِ طويلًا، حتى صِرنَ أمريكيات أو تأمْرَكْن روحًا ولغةً. واختارت متْنَ مُختاراتها التي ترجمتها من الإنجليزية الأمريكية إلى العربية ممَّن فزن بجائزة نوبل في الآداب، ومن فُزنَ بجائزة بلوتيزر في الشِّعْر (وهي الجائزة الأمريكية الأرفع والأقدم في الشِّعْر، ومن ينالها يظلُّ طوال حياته حاضرًا وحيًّا في المشهد الشِّعْري الأمريكي ومن ثمَّ العالمي).
الشهاوي اختار أن يؤسس لفكرته عن الترجمة قبل أن يعلن انحيازه الكامل إلى المترجمة (فالترجمة ليست نقلَ حرُوفٍ أو مُفرداتٍ من لُغةٍ إلى لغةٍ أخرى، لكنَّها نقلٌ للحضارةِ والثقافةِ والفكر، ومعرفةٌ بأسرار اللغتين المنقُول عنها وإليها، والترجمةُ فنٌّ) واستعان بتعريفات الجاحظ للترجمة وغيره، حتى يصل إلى أنه وبعد كل الخبرات التي عاشها فى الحياة والقراءات والترجمات وجدّ ضالته المنشودة في هذه الترجمة:
(وقد أجادت الدكتورة سارة حامد حوَّاس هذا الفنَّ، على الرغم من أنَّها تُردِّد دائمًا أنها مُتخصِّصة في اللغويات الإنجليزية، بحُكم دراستها في الماجستير والدكتوراه (ربَّما كأبيها البروفيسور حامد حوَّاس)، ولكنَّ اختصاصَها اللغوي جعلها أكثر معرفة بأسرارِ الكلام ودلالات المُفردة، والعلاقات في بناء النص، وتشكيله، وتكوين الصور، وقد قدمت ذلك بسهولةٍ وسلاسةٍ نفتقدها في كثيرٍ من الترجمات الحرفية).
ويؤكد الشهاوي أن المترجمة سارة حامد حواس تستحق التحية: ( وإن كان من عادات الخليفة العباسي المأمون أن يمنح بعض المترجمين ما يساوي وزن كتبه إلى العربية ذهبًا، فإنَّني أمنح الدكتورة سارة حامد حوَّاس ذهبَ السَّبق في الترجمة والتعريف وتقديم أصواتٍ شهيرةٍ شعريًّا في بلدانها والعالم؛ تُقدَّمُ إلى العربية للمرة الأولى). ومن جانبها خصصت المترجمة الصفحة الأولى من كتابها لهذا الإهداء (إلى أحمد الشهاوي الشاعر الإنسان الذي لولاه ما كتبت “مترجمة” إلى جانب اسمي ..أُهدي لك نتاجك في)، وقد اخترنا لكم قصائد لثلاث شاعرات جاءت ترجمة قصائدهن قريبة جداً من توصيف الشهاوي للترجمة، والشاعرات الثلاث هن:(جويندلون بروكس، ماريا زاتورنيسكا، ليسيل مولر)، وإليك بعض منهن ومن قصائدهن.
ثقب المفتاح لا يرى – ترجمة سارة حامد حواس – بيت الحكمة