منذ انطلاق دورته الأولى فى محافظة المنيا عام 1984 برئاسة العالم الجليل الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ويحاول مؤتمر أدباء الأقاليم جمع شمل أدباء مصر فى مكان واحد وزمان واحد لمناقشة قضاياهم وابداعاتهم والوقوف على خريطة الإبداع فى مصر من خلال انطولوجية الإبداع فى جميع محافظات مصر فقد بدأ مؤتمر أدباء مصر بفكرة تقدم بها المرحوم الدكتور يسري العزب والأستاذ محمد الجمال مدير إدارة الثقافة العامة بالثقافة الجماهيرية عام 1983م ، بلورها في مذكرة للدكتور سمير سرحان رئيس قطاع الثقافة الجماهيرية ، وقد قدمت بتاريخ 18/10/1983م وكانت بعنوان (خطة مقترحة لأعمال المؤتمر العام لأدباء مصر في الأقاليم)،وقد وقع عليها د. سمير سرحان “أوافق مبدئياً على التصور العام” ، وكان المؤتمر في بدايته سوى مجموعة لجان (لجنة القصة – الشعر – المجلات الأدبية – النشر الأدب الشعبي – النقد الأدبي – نوادي الأدب – الجامعات الإقليمية)، كما كانت أهم إنجازات المؤتمر الأول هي صدور عدة توصيات مفصلية في علاقة المثقف بالسلطة وموافقة منها لعل أهمها:
– تأكيد المؤتمر على ضرورة كفالة حرية التعبير ، ورفع كافة القيود والضغوط التي تحول دون حرية الأديب المطلقة في التعبير عن فكره وإيصاله بشتى الوسائل.
– كذلك التوصية الجوهرية الخاصة بعدم التطبيع الثقافي مع إسرائيل ، والتي جاء نصها كالتالي: “أمام عدم التزامها بالمواثيق الدولية ، يوصي المؤتمر بعدم التعامل الثقافي مع إسرايئل في كل صوره حتى يتم الجلاء عن ا؟لأراضي العربية ، وعودة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين”.
أخذت التوصيات تتوالى ، وظلت هذه التوصية علامة راسخة تشهد على الموقف الشريف والاستراتيجي لأدباء مصر في الأقاليم في كل مؤتمراتهم.
– الانتظام الشهري لمجلة الثقافة الجديدة .
– إنشاء إدارة النشر بالثقافة الجماهيرية ، ودعمها.
– تحويل أمانة المؤتمر إلى أمانة دائمة.
– تخصيص جائزة سنوية لأحسن دراسة نقدية عن أدباء مصر في الأقاليم … إلخ.
ومع توالى دورات المؤتمر المختلفة كل عام حتى وصل إلى دورته السادسة والثلاثين وهى الدورة الحائرة والتى تأجلت أكثر من مرة وهو ما عجل بخروج العديد من الأصوات سواء من بين المبدعين أنفسهم أو من بين النقاد والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي بأهمية إلغاء المؤتمر لأنه استنفد أهدافه كاملة ولم يعد له أهمية تذكر كما ذكر أحد النقاد على صفحات الفيس بوك مؤخرا وأن كنت اختلف معه كلية فى وجهة النظر هذه ربما لأن السيد الناقد الكبير من العاصمة وأنا من هؤلاء المبدعين المعنيين بالمؤتمر والمستهدفين منه بحكم كونى من أدباء مصر فى الأقليم وشاركت فى عدة مؤتمرات فى الكثير من محافظات مصر هي بالترتيب الزمني لانعقاده :
– بمحافظة المنيا عام 1995 برئاسة الدكتور عبد الحميد إبراهيم.
– بمحافظة الإسكندرية عام 2002 برئاسة الدكتور أحمد أبو زيد.
– بمحافظة المنيا عام 2003 برئاسة الدكتور عبد الغفار مكاوى.
– بمحافظة أسيوط عام 2014 برئاسة الدكتور عماد أبو غازي .
– بمحافظة جنوب شيناء بمدينة شرم الشيخ عام 2017 برئاسة الكاتبة الصفحية فريدة النقاش.
– بمحافظة الوادي الجديد عام 2022 برئاسة الكاتب محمد سلماوي
واتصور أن حضور للعديد من دورات هذا المؤتمر يمنحنى قدرا من الرؤية الأقرب الى الواقع وقدرا من جمع المعلومات من أرض الواقع التى تجعلنى اتمسك بشدة بضرورة واهمية استمرار انعقاد المؤتمر وعدك تلبية الدعوات التى تنادي بالقيام بالغاء هذا المؤتمر أو تجميده ليس فقط للاستفادة الكبيرة التى عادت على من مشاركاتي المتعددة سواء على مستوى المبدعين أو مستوى الإبداع أو حتى على مستوى الاطروحات النقدية التى شملتها هذه الدورات ولكن أيضا المؤتمر هام جدا لجميع أدباء مصر فى اقليمها المختلفة وهو الهدف الاسمى والأكبر لهذا المؤتمر وهو دمج اجباء الأقاليم مع ادباء المركز والعاصمة فى بوتقة واحدة من خلال فعاليات المؤتمر وان هذا الدمج وهذا الانصهار يفيد كل الأطراف المشاركة وهو الاهمية بمكان الوقوف عنده كثيرا وعلى نحول أكثر تقدير سعي المؤتمر من خلال فعالياته للقضاء على تلك الفكرة المقيتة وهي فكرة العاصمة والهامش ومن اجل ذلك تم تغيير مسمى مؤتمر أباء الأقاليم إلى مؤتمر أدباء مصر وموقفى هذا لا يعنى رضائى التام عن المؤتمر وفعالياته المختلفة ولكن لابد من حدوث الكثير من التطوير للمؤتمر احداث العديد من التغييرات التى يجب أن تتواكب مع معطيات العصر وان يجدد المؤتمر دوافع انعقاده ويجدد أهدافه ولعل هذا الطوير والتغيير لابد أن يكون مختلف المستويات والتى تشمل :
التطوير على مستوى لائحة نوادي الأدب:
لائحة نوادي الأدب هى عامود الخيمة بالنسبة لمؤتمر أدباء مصر لأنه على أساسها يتم اختيار أعضاء نوادي الأدب فى جميع ربوع ومصر ومن بين هؤلاء الأعضاء يتم اختيار بالتعبية أعضاء المؤتمر فى كل دورة من دوراته لذا أول مستوى يجب الاهتمام بتغييره وتطويره هو لائحة نوادي الأدب ولعل هناك العديد من الأدباء والمبدعين نادوا بضرورة تغيير وتطوير لائحة نوادي الأدب وبالفعل استجابت الأمانة العامة للمؤتمر فى عام 2017 فى الدورة المنعقدة بمحافظة جنوب سيناء بمدينة شرم الشيخ وكنت شاهد عيان على هذه المحاولة التى للأسف لم تكتمل لاختلاف الأدباء الشديد حول البنود والمحاور التى تم تناولها للتغيير وتم وقتها إلغاء الجلسة التى كانت مخصصة لتغيير هذه اللائحة ومن وقتها لم نسمع عن اى محاولات أخرى للتغيير وظل العمل بلائحة قديمة تعود الى 2007 والبعض يذهب الى انه فى بعض الأحيان يتم العمل بلائحة 2010 وسواء هذه اللائحة أو تلك كل منهما تحتاج الى التطوير والتغيير لنقل المؤتمر نقلة نوعية تجدد من أهدافه ودوافعه وتطور من فعالياته وبالتالى تحقيق أعلى مردود من انعقاده ولعل هذا قد يخفت قليلا من تلك الأصوات التى تنادي بإلغاءه.
- التطوير على مستوى تشكيل الأمانة العامة للمؤتمر:
المستوى الثانى من المستويات التى يجب أن يشملها تطوير المؤتمر هو مستوى تشكيل الأمانة العامة للمؤتمر حيث أن التشكيل الحالى يعتمد على تمثيل جميع محافظات مصر من خلال عملية الاقتراع المباشر بين أدباء المحافظة الذين يشاركون فى الدورة التى يكون فيها انتخابات تجديد الأمانة العامة للمؤتمر وفى حقيقية الأمر هذا النظام لا يفرز الأصلح لتمثيل المحافظة لأنها تعتمد على احتراف عملية الانتخابات والتربيطات التى تقوم بين الأدباء وبين المحبين والمقربين منهم واناشخصيا كنت شاهد عيان على وقائع انتخابات الأمانة العامة وتحديدا فى الدورة الى عقدت بمحافظة جنوب سيناء وتحديد فى مدينة السلام مدينة شرم الشيخ ورأيت كيف تدار عملية الانتخابات من خلال التربيطات والتظبيط بين المرشحين وبين المحبين لهم سواء من المشاركين ولهم حق الاقتراع فى النتخابات أو بين المرشحين وبين من لهم دلال وقرب من أصحاب الأصوات ولذا أرى ان هذه الطريقة بهذا الشكل المزري والذى أؤكد على عدم صلاحيته لافراز الأفضل لتمثيل المحافظة والدليل على ذلك أن العضو الذي فاز بعضوية الأمانة وبعد ان ينفض المولد اما يتجه الى تسديد فواتير الانتخابات لمن منحوه صوتهم ليفوز أو من ساعدوه لحصد الأصوات اللازمة لفوزه أو ينصرف للاهتمام بذاته ومشروعه واستغلال عضويته فى الأمانة لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية متجاهلا مصالح أدباء المحافظة الى يمثلها ويمثلهم وكانوا سببا فى وجوده فى هذا الموقع الهام على الأقل بالنسبة له ومن هنا دعت الضرورة الى أهيمة تطوير وتغيير اختيار أعضاء الأمانة ومن الممكن ان تكون من خلال استمارات استبيان توزع على أدباء المحافظة كنوع من الاستفتاء على العضو المرشح أو من خلال منجزه الفكري والإبداعي خلال العام الذى يكون فيه دورة تجديد الأمانة أو من خلال وضع معايير موضوعية ومن تنطبق عليه المعايير يتم ضمه لعضوية الأمانة مباشرة كلها حلول تحاول الخروج من الشكل التقليدي العقيم الذي لا يفرز الأصلح لتمثيل المحافظة فى الأمانة العامة للمؤتمر . - التطوير على مستوى طبيعة الموضوعات التى يتناولها المؤتمر ومحاورها المختلفة:
أما على مستوى طبيعة الموضوعات التى يتناولها المؤتمر سواء المحور الرئيس للمؤتمر أو المحاور الفرعية التى تحاول تغطية جميع نواحى المحور الرئيس فإن المؤتمر حاول خلال دوراته العديدة السابقة العمل على مناقشة موضوعات تهم الإبداع والهم الثقافى العام داخل جمهورية مصر العربية ولكن الإشكالية الحقيقية فى هذه الموضوعات أنه رغم جديتها فى بعض الدورات وررغم أهميتها فى بعض الدورات الأخرى إلا إنها تنزل بالبارشوات على المؤتمر وعلى أعضاءه المشاركين فيه دون ادنى اعتبار لآرائهم فيها أو حتى عرض هذه الموضوعات للمناقشة الحرة للخروج بموضوع يهم قطاع عريض من الأدباء والمبدعين وللأسف يقتصر اختيار موضوعات المؤتمر ومحاورها المختلفة على أعضاء الأمانة فقط ولذا فإنها احيانا تحيد عن المرجو منها ومن مناقشتها وفى أحيان أخرى لاتسمن ولاتغنى من جوع لذا أرى أنه من الأهمية بمكان ضرورة العمل على تطوير طريقة أختيار موضوعات المؤتمر والمحاور الفرعية له بما يعود بالنفع على المبدعين والأدباء المشاركين بصفة خاصة وعلى المبدعين والأدباء فى جميع انحاء الجمهورية بصفة عامة وكذلك تؤتى أكلها التى من اجلها تم اختيارها لتعود بالنفع على جميع الأدباء والمبدعين قاطبة .
- التطوير على مستوى فعاليات المؤتمر المختلفة:
أما على مستوى الفعاليات التى يتضمنها المؤتمر فالحق يقال أن المؤتمر حاول فى الكثير من دوراته تطوير وتنوع الفعاليات التى يتضمنها فى خلال أيام انعقاده من مائدة مستديرة أو ندوات متخصصة أو شهادات إبداعية أو جلسات بحثية أو أمسيات شعرية وقصصية أو غيرها من الفعاليات مثل حفلات فرق الموسيقى الشعبية والعربية التى تعمل تحت مظلة الهيئة العامة لقصور الثقافة وهى الجهة المنوط بها تنفيذ المؤتمر الاشراف على انعقاده ولكن رغم كل هذا الكم وكل هذا التنوع الا انه لم تحقق هذه الفعاليات وهذا التنوع اى فائدة تذكر وعلى العكس قد يكون بعض هذه الفعاليات سببا مباشرا فى هجر معظم الأدباء والمبدعين المشاركين فى المؤتمر لها وعدم حضورها والاستفادة منها فلو كانت هذه الفعاليات تلبي احتياجاتهم الإبداعية وتتفق مع ذائقتهم كان بالأولى وجود حشد كبير من هؤلاء المشاركين وكذلك من الجمهور العادي فى المحافظة التى ينعقد فيها المؤتمر لهذه الفعاليات وتلك الأمسيات المختلفة .
- التطوير على مستوى ميزانية المؤتمر وسبل الانفاق عليه:
نأتى الى موضوع هام جدا من الموضوعات التى يجب أن يشملها تطوير المؤتمر الا وهو ميزانية المؤتمر وسبل الانفاق عليه فالوضع الراهن من شكل تدبير الميزانية وبحث سبل الانفاق على المؤتمر عقيمة وقاصرة وفى احيان كثيرة نتيجة لضعف التمويل يؤثر على جودة المؤتمر وعلى جودة الخدمة المؤتمرية المقدمة منها مثلا تباين فى مستوى الفنادق التى يسكن فيها المشاركين ويتم توزيعهم حسب معارفهم وقربهم من رجال العلاقات العامة بالهيئة ومن ليس له سند يذهب الى فندق اقل فى خدماته وفى مستواه الفندقي وهو ما يوغر صدور العديد من الأدباء نحو الهيئة ونحو المؤتمر مما يؤثر على أهداف المؤتمر وعلى اهميته وعلى الوصول للاستفادة القصوى من انعقاده لذا من الممكن ابتكار طرق وسبل كثيرة ومتعددة للوصول الى ميزانية كافية وتفيض للانفاق على المؤتمر مثل نظام الرعايات سواء من خلال مؤسسات المجتمع المدنى العاملة فى مجال الثقافة والابداع مثل مؤسسة ساويرس الثقافة على سبيل المثال وليس الحصر أو من خلال استثمار المسئولية الاجتماعية للشركات الكبرى التى تعمل داخل مصر أو حتى من خلال الحصول على رعايات من شركات الاتصالات المختلفة مثل فودافون واتصالات واورانج وشركة وي وغيرها وغيرها وكلها سبل مشروعة ورسمية للحصول على تمويل ملائم للمؤتمر بعيدا عن التمويل الهزيل والضعيف الذي يؤثر على جودة الخدمة المؤتمرية المقدمة من خلال المؤتمر.
- التطوير على مستوى اختيار المشاركين فى المؤتمر من أدباء مصر فى أقاليمها المختلفة:
جانب اخر ومستوى اخر من مستويات التطوير لمؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم وهو طريقة اختيار المشاركين فى المؤتمر من أعضاء نوادي الأدب وانا شخصيا أرى ان هذا المستوى مرتبط بمستوى التطوير المرتبط بلائحة نوادي الأدب والتى سبق وان تحدثنا على أهمية وضرورة تطويرها وتغييرها بما يتواكب مع التطورات الهائلة التى حدثت فى جميع مناحي الحياة ومنها بالتالى الجانب الإبداعي لذا يجب التدقيق فى طريقة اختيار المشاركين فى المؤتمر سواء من حيث مستوى تحققهم الإبداعي أو من حيث مستوى كتاباتهم المختلفة أو من حيث النوع الادبي الذى يكتبه سواء مسرح أو شعر بانواعه فصحى وعامية أو رواية وغيرها من صنوف الأجناس الأدبية المختلفة بأنواعها كافة وخاصة ما يتواكب مع المطروح مؤخرا فيما يسمي تحديدا بقصيدة النثر سواء نثر الفصحى أو نثر العامية وكذلك يجب أن يشارك فى المؤتمر الكثير من الأصوات الشابة المبدعة والتى تبشر بمستقبل واعد فى الكتابة والأدب ويكون من بين أهداف المؤتمر هو عملية تبادل الخبرات بين كبار المبدعين والأدباء وبين الشباب والجيل الطليعي فى الكتابة بهذا الشكل نستطيع ان نستشغر بأنه ثمة هدف حقيقي واضح يسعى المؤتمر لتحقيقه وبكل تأكيد طريقة اختيار المشاركين الآن هى طريقة عجيبة جدا حيث يقوم أعضاء نوادي الأدب بتدوير حضور المؤتمر من خلال نظام الدور أو توزيع حضور المؤتمرات عليهم بالتناوب ما بين المؤتمر العام أو مؤتمر الأقليم الثقافي التابع له نادي الأدب أو حتى مؤتمر اليوم الواحد الذي يعقده فرع الثقافة التابع له نادي الأدب وهذا النظام لايفرز الأجدر بالمشاركة فى المؤتمر ولا يفرز كذلك الأحق بحضور المؤتمر والاستفادة من فعالياته وما يتضمنه من انشطة وندوات وجلسات بحثية .
- التطوير على مستوى اختيار المكرمين بالمؤتمر :
جانب أخر من جوانب تطوير المؤتمر ومستوى آخر من المستويات التى تستحق النظر إليها والعمل على تطويرها وتغييرها وهى اختيار المكرمين بالمؤتمر والنظام السائد الآن فى اختيار المكرمين بكون بنظام الانتخاب وممثلين عن الوجه القبلي والوجه البحري والراحلين والاعلاميين ونعود مرة اخرى لنتحدث عن موضوع الانتخابات والتربيطات نفس الشئ ينطبق على اختيار المكرمين ويمنح التكريم فى احيانا كثيرة لمن لا يستحق ويتجاهل من يستحق ولذا فإن هذا يعود الى الخلل الواضح فى معيار الاختيار للمكرمين وهو ما يهدر قيمة المبدعين الحقييقين وقيمة التكريم نفسه وقيمة المؤتمر برمته ولذا نرجو إعادة النظر والعمل على تطوير طريقة اختيار المكرمين فى كل دورة من دورات المؤتمر حتى يذهب التكريم لمن يستحق وكذلك يحتفظ التكريم بقيمته من خلال الاسماء الكبيرة التى يتم تكريمها ويحتفظ المؤتمر بقوى وجوده وحضوره بنفس الكيفية من خلال اسماء من يكرمهم .
- التطوير على مستوى آلية تنفيذ المؤتمر:
أما التطوير على مستوى آلية تنفيذ المؤتمر والتى تعتمد على طريقة بالية وساذجة جدا فى التنفيذ وهى ان تقوم الامانة بعرض فكرة تنفيذ المؤتمر على العديد من المحافظين بمختلف محافظات مصر والمحافظ الذي يبدي رغبة فى استضافة المؤتمر وانفاق جزء من مصادر المحافظة المالية على المؤتمر يتم تنفيذ المؤتمر فيها وهذا طبعا ادي الى وجود تكرار لدورات المؤتمر فى محافظة بعينها واعتقد محافظة المنيا هى من فازت بنصيب الأسد من دورات اقامة المؤتمر على ارضها ونجد محافظات لم ينعقد فيها المؤتمر الا مرة واحدة مثل محافظة الوادي الجديد الذى عقد فيها اخر مؤتمر فى نهاية عام 2022 وهناك محافظات كثيرة جدا لم تحظ بانعقاد المؤتمر فيها ولذا يجب إعادة النظر فى اختيار مكان انعقاد المؤتمر بصورة تكاد تغطى جميع محافظات مصر حتى يصل المؤتمر برسالته واهدافه الى جميع المبدعين والأدباء وهم أصل واساس انعقاد المؤتمر وهم الهدف الرئيس من المؤتمر .
فى النهاية نأتى للتساؤل الحائر الطائر مع دورة المؤتمر الجديدة والمزمع انعقادها هذا العام وهى الدورة السادسة والثلاتين التى تأجل انعقادها أكثر من مرة كما تغير مكان انعقادها لاكثر من محافظة وهل فى الاساس سوف يتم انعقاد المؤتمر هذا العام ام سوف يتم تأجيله مرة اخرى وهو ما يدعم ويقوى وجهات النظر والأصوات التى تنادي بالغاءه نهائيا وعدم انعاقده لانه استنفد اهدافه ولم يعد له أهمية تذكر … فى حقيقة الأمر لو حاولنا الإجابة عن هذا التساؤل الحائر وبقراءة واعية لأعمال الأمانة العامة والتأجيل المستمر لهذه الدورة كلها أمور تصب فى اتجاه واحد فقط وهو تسرب اليأس إلى نفوسنا بأنه لا يوجد بارقة أمل تلوح فى الأفق تشير لانعقاد المؤتمر هذا العام أو هذه الدورة رغم تأكيدات الأمانة العامة بأنه كل أعمال المؤتمر تم الانتهاء منها تماما ولم يتبق سوى انطلاق المؤتمر وحتى عندما نذهب للسيد الأمين العام للمؤتمر وهو الصديق والشاعر الكبير ياسر خليل عندما سئل عن المؤتمر قال فى مقابلة له مع جريدة الاسبوع فى مايو الماضي (إن موعد افتتاح الدورة يفضل أن يكون في شهر أكتوبر لكون هذه الدورة تحتفي باليوبيل الذهبي على نصر أكتوبر) وتصريح السيد الأمين العام يؤكد على عدم وجود موعد واضح لانعقاد المؤتمر فالرجل يأمل ويتمنى ان يتم انعقاد المؤتمر فى شهر أكتوبر لمواكبة تاريخ انعقاد المؤتمر مع موضوع المؤتمر وهو (“أدب الانتصار والأمن الثقافي.. خمسون عاما من العبور( فى إشارة الى تزامن انعقاد المؤتمر مع الاحتفالات بنصر أكتوبر المجيد ولكنه حتى الآن لم يتم تحديد موعدا واضحا لانعقاد المؤتمر أو حتى الإعلان عن المحافظة التى تستضيف المؤتمر فهل بالفعل يصدق أصحاب الأصوات المعارضة والتى تنادي بالغاء المؤتمر ويصبح أمرا واقعيا عدم انقعاد مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم ويصبح فى طي النسيان أم يجدد المؤتمر من فعالياته ويطور من أدواته كما سبق وان عرضنا حتى يضخ دماءا جديدة فى شرايينه وتعود إليه الحياة والشباب مرة أخرى دعونا ننتظر ماذا سوف يحدث وإنا لمنتظرون .
كل الشكر والتقدير للمبدع القدير اللامع اشرف عبد الشافي