فى نهاية السبعينات تفجرت أزمة دور العرض السينمائى فى مصر ، حيث كان قانون 1930 لا يسمح ببناء مساكن أو طوابق فوق دار العرض خوفا من حدوث حرائق ، ومع ارتفاع أسعار الأراضى ـ آنذاك ـ هرب المستثمرون فى هذا المجال وأصبحت أزمة دور العرض حديث الصحف والمجلات، حتى قررت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب أن تبحث عن حلول باعتبار الأزمة جزءً من اهتمامها وعملها ، وبالفعل وقفت الدكتورة سهير القلماوى بصفتها رئيس اللجنة فى مجلس الشعب وتقدمت بمشروع قانون بالترخيص بانشاء دور عرض سينمائى فى الأدوار الأولى بالمبانى الجديدة وبالتصريح للملاك دور العرض السينمائى بتجديد وإحلال مبان جديدة بشرط إعادة دور العرض التى كانت عليها من قبل ، ووافق المجلس وتم تنفيذ القانون من 1979 ، وهذه ليست قصتنا ، لكن قصتنا هى الدكتور محمود مسلم الذى من الواضح أنه لا يجد الوقت الكافى ليعرف على أى مقعد يجلس عبر أربع دورات برلمانية مضت ؟ ،فهو رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ على مدار أربع دورات متتالية ، ربما كانت المناصب المتعددة التى يتولاها هى السبب ،فالرجل ونظراً لإمكانياته الضخمة بالتأكيد أصبح مطلوبا على كافة الأصعدة ، وأقسم لك أننى حاولت الدخول إلى محرك البحث كى أحدد لك عدد المناصب التى يتولاها فى وقت واحد ،لكننى أشفقت عليك كقارىء ليس له أى ذنب كى يقرأ نصف مجلد عن مناصب الدكتور محمود مسلم الحالية فما بالك بالسابقة ؟!، كان الله فى عونه بالفعل ، فمن الواضح أنه خجول ولا يرفض طلباً لجهة أو هئية أو جامعة كى يتولى ما لديها من مناصب أو يحاضر فيها خلال فترات الراحة، لقد انهكوه إنهاكا، ، وأجهدوه إجهاد أكبر من طاقة الإنسان ذات نفسه ، وقد آن له أن يتفرغ لمشروع وطنى حقيقى بدلا من هذا التشتت والتنطيط فى الفراغ السحيق ، فماذا سيتبقى لك ولنا إن لم يتم استغلال هذا المنصب الرفيع فى النهوض بالثقافة والسياحة والإعلام !، حتى وأنا أطرح فكرة الحج إلى إخناتون التى اقترحها الدكتور سيد كريم لجأت إلى جميع زملاء مهنة الصحافة داخل مجلس النواب الموقر ،لكننى أخص الدكتور محمود مسلم بالمناشدة كى يعيد قراءة هذا المشروع فإن وجد فيه ما يستحق الاهتمام والدراسة فليفعلها وله الأجر والثواب ، وإن لم يجد فيه شيئا فالعيب عندى وعند الدكتور سيد كريم رحمه الله .