وقد خلق الله فتاة اسمها شاكيرا وأضاف إليها جمالاً وذكاءً غير محدود، وهي ليست قصّتنا في الحديث عن كرة القدم التي لا تطيقها رفيقة حياتك. ولكن شاكيرا هذه، بجمالها هذا وشهرتها هذه اختارت لاعب كرة قدم ليكون حبيبا ورفيقا! ومن أجله عرفت الطريق إلى كل ملاعب أسبانيا لتتابع نجم برشلونة “بيكيه”. وسنعود لشاكيرا وحكايتها، ولكن بعد أن تخبرها إن اللاعب المصري الموهوب “عماد متعب” متزوج من الفتاة “يارا نعومي” الحاصلة على لقب ملكة جمال مصر عام 2008 وعاشا معاً قصة حب بديعة مازالت تتجدد.
هنا نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في تحويل اللعبة إلى حكايات عن الغرام في ملاعب كرة القدم، وساعتها ستتعامل الست هانم باحترام أكثر مع الكرة التي تكرهها لأنها تأخذك منها.. وتعكنن عليها باستخدام الريموت وتسخيره لنفسك وبس!
تحمل “عماد متعب” الكثير وخاض معارك متعددة وصولاً إلى تلك اللحظة التي جلس فيها بجوار حبيبة الأمس وزوجة اليوم الحسناء”يارا”.. استمر فى الحكى واحرص على عنصر التشويق :
بعض المحسوبين على الزمالكاوية رفعوا شعارات العفة واستخدموا سلاح المايوهات وسخروا منه، أما جماهير الأهلي التي
تعشق هدافها وفارس أحلامها فقد صدت الهجوم بكل قوة، لكنها في الوقت نفسه لم ترحم النجم من نظرات تحمل العتاب أو على الأقل : “ما كانش لازم يعنى البنت الحلوة قوي قوي دي”!.
والمقصودة هي الساحرة الفرعونية “يارا” الفاتنة الرقيقة التي نجح “عماد متعب” ابن السنبلاوين في سرقة قلبها بعد أن تمنعت طويلاً ورفضت عشرات ركعوا تحت قدميها.
أما “عماد” فقد وقع في فخ كبير، فهو لا يعرف كيف يرضي الجماهير ويقنعهم بأن القلب قد عشق، وأن الحياة ليست كلها أهداف ودوري وكاس وتسخين وتمرينات وإصابات! كما لا يعرف ماذا يفعل مع معظم أهل الصحافة الرياضية الذين ينشرون أخبار الحب بينه وبين محبوبته كأنما يتحدثون عن فضيحة !
ونموذج “يارا” كملكة جمال تهوى الفن والتمثيل كان جديداً على الملاعب المصرية. فالفتاة الممشوقة عرفت الطريق إلى المدرجات وجلست تترقب فارسها بينما الكاميرات تتابع جمالها، وتلك أمور كنا نشاهدها في ملاعب أوروبا فقط. ولم يصدق الناس أن “عماد ويارا” كسرا الأنماط التقليدية القديمة وأن الحب ليس عيباً كي نمارسه في الخفاء أو في كافيهات مشبوهة كما يفعل كثير من نجوم الكرة!.
كل ذلك زاد قصتهما حضوراً وجعلهما أكثر ارتباطاً والتصاقاً وسط غمز ولمز في صحف ومجلات لم يهتم بأمرها “العمدة” في البداية لكنه وجد نفسه مضطراُ إلى أن يقف وقفة حاسمة ليهدد بمقاضاة أي شخص يتعرض لحياته الشخصية، واستعار تعبيرات رجال السياسية وهو يحذر : “يارا .. خط أحمر” .
على أن المعاناة لم تكن مع الأولتراس وجماهير الأبيض أو الأحمر أو حتى مع الصحافة؛ لكنها مع الكابتن “حسام البدري” الذي شاءت الأقدار أن يكون مدرباً للأهلي في يوم من الأيام وفي تلك الفترة التي شهدت ميلاد قصة عماد ويارا، إذ يصعب على شخص يحمل سمات شخصيته أن يتقّبل وجود قصة حب بين لاعب وفتاة، وكثيراً ما تعرض العمدة للإحراج من البدري!.
كل تلك المعاناة تجعل قصة حب “عماد متعب” تفوق قصص أسطورية عديدة، فقد كان عبد الحليم حافظ “خسيسا” مع سعاد حسني ـ وفق مذكرات مفيد فوزي ـ وضحى بقصة حبهما حرصا على الجماهيرية !.
وعماد متعب ماركة جديدة على الكرة المصرية، يمتلك الذكاء، ولا يتحرك في الملعب إلا بالذكاء. فهو يعرف أين تقفز الكرة وكيف ستتجاوز المدافع فينتظرها مثل عاشق كان على موعد وغالبا يودعها المرمى.
هو ليس أبو تريكة أو أحمد حسن أو غيرهما، يحمل طعما خاصا للفتى المصري اللامع. الثروة ليست كل شىء والحياة تستحق أن تعاش، وحبيبته “يارا” تستحق أن تكون الحظ الأوفر للنجم المبدع الذي ظل محافظاً على حبه للساحرة الفرعونية وسط كل هذه الحروب. وفعل كما صنع أنطونيو الذي عشق كليوباترا ولم يخش الأمبراطور أغسطس ولم يهتم لغضب روما كلها واختار أن يشم رائحة الياسمين تفوح من كف الملكة المصرية الساحرة.
إنها تشجع الشياطين الحمر!!
أما إن أوقعك نصيبك في فتاة تحب كرة القدم أو ستحبها من أجلك ؛ فعليك أن تعيد تدريبها على التشجيع الصحيح، كأن تأخذها مرة إلى الأستاد، أو تشتري لها ملابس رياضية ترتديها معك أثناء مشاهدة المباراة. وقد سمعت أن بعض الأندية التي تلبس فانلات لونها أحمر في مصر وبلاد الفرنجة يطلقون عليهم “الشياطين الحمر” بضم “الحاء”،ولو أنك أرسلت سؤالا إلى أحد المشايخ عن زوجتك التي تشجع الشياطين الحمر فسيطلب منك ومنها التوبة عن هذا الفعل.
أنا أرشح لك شراء الفانلة البيضاء بخطيها الأحمرين في امتداد بديع على الصدر. ستقول لي أنك تشجع الشياطين الحمر ولن تلبس أبيض بخطين، وسأقول لك: ليس لديك صدر بديع يا ناصح! والفانلة ليست لك يا غبى! ما تزعلش، لأنك لابد وأن تكون متيقظا معي، وليس هذا وقت تشجيع الأهلي أو ليفربول. نحن نتحدث عن حسناء نحاول ترويضها كي ترضى عنك ولا تعكنن عليك حياة اللي خلفوك. ستكون قاعداً في البيت معتذرا عن مواعيدك لتستمع بمباراة مهمة، وستقول لك وهي خارجة من المطبخ “انت مش بتخرجني خالص.. خالتي وولادها معزومين عندنا، النهاردة عيد ميلاد شيماء ولازم نشترى هدية”. ولو ما فيش مؤثرات خارجية هتبدأ معركة الريموت وصراع المسلسل والماتش، وهتخسر وهتروح البلكونة تشرب سيجارة وتتلصص على أصوات الجماهير والمُعلق. وبكلمة منها هتدخل أحسن تاخد لطشة برد، وهتتعود عليك وتركبك تماما.
ألف باب للجحيم نغلقه معك، فكن يقظا يا صديقي إننا في رحاب الماكرات والدواهي ولا تستصغر الأمر حتى تنجو.
قليلات يعشقن كرة القدم وقليلات يتفاعلن جبرانا لخواطر أحباء، فتعلم كيف تتفرج على المباراة وهي في حضنك وكل شوية تقوم تعمل لك حاجة تشربها مع حلاوة ليفربول ومحمد صلاح وأجوان شيكابلا ومحمود الخطيب.
الصورة للكاتبة والإعلامية ياسمين الخطيب
وحتى لا تتكهرب الأجواء بيني وبينك، وتظن أنني أحرضك على تشجيع فريق الأبيض أو أُغرر بفتاتك كي ترتدي فانلة بيضاء بخطين؛ دعنا نعود إلى شاكيرا التي وقعت في غرام مدافع برشلونة “بيكيه” فهي ليست مجرد مغنية ترقص وتثير الرغبات وتلهب الحماس، لكنها عنوان “كولومبيا” الجديد، نجحت في تغيير صورة العالم عن بلادها، ولم تعد كولومبيا هي أرض المخدرات والعصابات والكوكايين، بل هي شاكيرا وماركيز.
ماركيز صاحب نوبل والروائي الأشهر فى العالم والذي عاش وسط أحراش الغجر وحقول البن ونام مع الجوعى وعايش آلامهم وضحكات أطفالهم في المساء. أدرك مبكراً أن هذه الفتاة ثروة قومية وعليه كمفكر وكاتب كبير أن يدعمها ويضيف إليها رائحة الخوخ كلمّا أطلت على العالم، رائحة كولومبيا الساهرة حتى الصباح في الضحك والبهجة رغم الفقر. وكتب عنها مقالاً هو الأشهر وصفها فيه بالعقل الراقص الذي يطوي العالم بين جناحيه. وشاكيرا ـ كما يراها ماركيز ـ تنثر عطر كولومبيا وبقايا شجر الأرز اللبناني كلما استغرقت في الموسيقى وغابت عن الجمهور، وعبرتْ أنثى الموز ـ كما لقبها ماركيز ـ حدود القارة اللاتينية، لينتشر اسمها بين أوساط الشباب في أوروبا وأميركا. فتعلمت أجيال جديدة أن الغجر ليسوا عصابات وإنما ثقافة وفنون وبشر يحبون الحياة. وكولومبيا ليست مشاهد السينما فى هوليوود، شىء ما أُضيف إلى الفتاة التي تصغر كاتبنا الكبير بخمسين عاما، شىء ما جعل أنثى الموز جزءً من ثقافة الوطن ومعناه. فتعلمت العديد من اللغات منها العربية وقرأت كثيراً وكلما تحدثتْ ضمّنت كلامها عبارات لفلاسفة وأدباء، واهتمت بالأطفال في وطنها وأسست الجمعيات الخيرية، وجعلت كولومبيا أرض الفن والإنسانية وليست أرض الماريجوانا والكوكايين وعصابات قتل النساء كما روجت السينما فى هوليود طويلاً. واقترن اسمَيّ “ماركيز وشاكيرا” ليجمع عالمين غاية في الاختلاف والتناقض في تناغم سمح للروائي العجوز أن يصطحب الفاتنة الصغيرة إلى عالم الكبار من أصدقائه الفلاسفة والروائيين فتشكلت الأسطورة الكولومبية التي يرقص الحب والإغراء على جسدها فيفوح عطر أنوثتها للعالم كله من خلف الشاشات وتصبح “شاكيرا” التي تتماوج كبحر من الشوق عنوان وطنها وسفيرته كلما تحدثت.
جميل