لا ينتمى محمد صلاح إلى النادى الأهلى، ونادى الزمالك سبق له وتخلى عنه!، والجماهير تحب النجم يكون لها كى تدافع عنه بثبات وثقة مهما فعل،ومحمد صلاح يريد أن يكون لنفسه إيمانا بقيمة تلك النفس التى قبلت هذا التحدى عبر سنوات الشباب والمراهقة ،وصمد الولد واقفا بمفرده لا يعرف كيف يعبر كل هذه السدود التى وضعوها فى طريقة ، وكان الله مع ابن نجريج الغلبان وفتح له أبواب السماء وتفجرت الأرض عيونا ، وأصبح جنة مصر فى بلاد الإنجليز وقال النقاد الرياضيون هناك إن هذا المصرى احتل قلوبنا وانتقم لأجداده من احتلال السيف والسلاح ، وأصبحنا كمصريين نعرف تاريخ فريق ليفربول وأسماء لاعبيه ومديرى الكرة إن أمكن ، وقال العواجيز منّا هذا الولد فتح من الله وإشارة ربانية كبرى لكل القاصدين باب الرحمن الرحيم بالطموح والحلم والأمل.
ومضى قطار النجومية فى بدايته عظيما ومحفوفا بمحبة الجماهير على مختلف انتماءتها ، حتى إذا جاءت مباريات منتخب مصر فرأينا ما لم يخطر على قلب مصرى من توجيه إهانات للولد وتحقير من شأنه ومزايدة على مواقفه ويختلط جمهور الأحمر بالأبيض بالبرتقالى ولا يجد الولد ظهيرا ثابتا مثلما تفعل جماهير مع الكابتن محمود كهربا مثلا أو دفاع جمهور الأبيض عن الكابتن محمود علاء مثلا ، فالفانلة تحمى صاحبها حتى وإن كان محمدود القدرات ومتواضع المهارات ،ولا أدعى فهما للكرة وسيكلوجية جماهيرها ، لكن الدكتور محمد المهدى يفهم فى التعبيرات الجسدية ويمتلك قدرة التحليل للحركات والوقفات والانفعالات ،وقدم للمكتبة العربية تجربة جميلة تعتمد الصورة أكثر من اعتمادها التحليل النفسى والسيكلوجى من خلال كتابه ( محمد صلاح الذى لا تعرفه )، أكثر من مائة صورة تحمل كل منها جانبا من قصة هذا الولد المصرى الذى سيظل أسطورة لأجيال قادمة ، ومثلما استغنى الدكتور مهدى عن الكتابة مكتفيا بتعليقات على الصور ومدلوها فإن فودكا ستتبع نفس المنهج المرئى ونترككم مع صفحات مصورة من الكتاب ننشرها بعد استئذان خاص من الناشر المثقف حسين صاحب دار ريشة .