ماذا ينقص محمد لطيف ليكون حاضراً فى قلب القاهرة بتمثال كبير يليق بدور هذا الرجل فى تشكيل وجدان أجيال، وبما قدم لكرة القدم المصرية عبر تاريخها؟!،لاأعرف كيف لم يفكر اتحاد كرة القدم المصرى وباقى المؤسسات الرياضية فى هذا الرجل وقيمته وضرورة تذكير الأجيال الجديدة به إن كنا نبحث عن قدوة ونموذج يستحق الاحترام والتبجيل؟!.فإن كانت القاهرة قد ضاقت عليه فها هى العاصمة الإدارية يمكنها استيعاب هذا المشهد الجميل لرجل جميل .
بعد نكسة يونيو توقفتْ اللعبة مع تحطم معنويات المصريين ، والتقى الكابتن لطيف بعبد الناصر وطلب منه إعادة النشاط الكروى وتحدث بإيجاز عن الدور الذى يمكن لرجال كرة القدم أن يلعبوه فى مساندة المجهود الحربى، ووافق الرئيس وكلف نائبه محمد أنور السادات بمتابعة الموضوع ، أما قبل النكسة فقد كان كابتن لطيف نجماً فى كل دول العالم بداية من عام 1933 عندما بدأ منتخب مصر التجهيز للمشاركة فى كأس العالم حيث أوقعتنا القرعة أمام منتخب المجر وخرجنا من البطولة ، لكن كابتن لطيف حصل بعدها مباشرة على بعثة علمية إلى إنجلترا لدراسة التربية الرياضية والحصول على درجة البكالوريوس من كلية “جوردون هيل”،كما تم ترشيحه للعب لأكبر أندية اسكتلندا “الرينجرس”.
ومنذ 1948 وهو الصوت الوحيد المرتبط بمباريات الكرة القدم ، يقول كابتن لطيف إن أول مباراة قام بالتعليق عليها كانت من ملعب مصطفى كامل بالإسكندرية بين منتخبها ومنتحب القاهرة ، وبعدها قام بالتعليق على مباريات بطولة أوربا لكرة السلة من نادى هليوبليس عام 1948 حتى ظهر التليفزيون فى عام 1960 فأصبح لطيف هو فاكهة كرة القدم وخيالها وآهاتها وحكاياتها ، ورغم كل هذه الشهرة الكبيرة فى التعليق إلا أنه ظل فخوراً بشهادة الموسيقار سيد مكاوى الذى قال انه يشاهد المباراة بصوت محمد لطيف ويتفاعل مع اللاعبين بنبرات صوت كابتن لطيف.
يحكى الكابتن لطيف كيف تعلم فن التعليق من الكاتب الساخر والمعلق الأشهر فى العالم ” ركس”،وبعيداً عن كل انجازاته الكبيرة فهو صورة مصرية جميلة للاعب والأب والزوج والجد والإنسان ، حتى اللغة البسيطة التى كتب بها قصة حياته تأخذك إلى هذا المعنى النبيل لرجل عاش جيلا ومازل فى وجداننا حتى اليوم .. ومدد يارفاعى حيث ولد هذا الرجل اللطيف خلف هذا المسجد العريق حيث كانت كرة القدم متعة الشباب فى هزيمة الإنجليز وظهر اسم مصطفى الغجرى اللاعب الحافى ابن حى القلعة الذى لعب الكرة وهات يا ترقيص فى عساكر الإنجليز وتعلق لطيف باسم اللاعب وظل يحلم بأن يكون مثله ..هذا قليل من كثير عن هذا الرجل العظيم ، أما مذكراته الجميلة ” الكورة حياتى ” التى لم يفكر أحد الناشرين فى إعادة طباعتها فقد طلبها منى بالفعل الصديق والناشر حسين عثمان صاحب دار ريشة ومازال الرجل يسعى لنشرها كما أخبرنى منذ أيام .. أما الحلم بالتمثال فمرهون برجل ابن حلال يقرأ فودكا ويبلغ القيادات فى العاصمة الإدارية والكورة أجوان.. وربنا حليم ستار.