اشتريت هذا العدد من مجلة الكواكب (26 أغسطس 1974) بمبلغ مش بطال ، خطفتنى نيللى بالطبع وأعجبتنى عين المصور الفنان فاروق عبد الحميد ،وفكرت فى عمل برواز للغلاف لكننى تكاسلت لأن الأمر يقتضى خطوات متعددة قبل طباعتها وبروزتها كصورة ، المهم ظل العدد هكذا لا يسكن فى رف ولا يرتاح فى درج وكلما عثرت عليه وضعته فى مكان استعدادا لتنفيذ الفكرة ، فيتوه ويعود!!، وهذه المرة قلت له : تعالى يا عدد ، وجاء طائعا ،وتأملت نيللى وحاولت قراءة الحوار الذى أجراه معها أبو الفضل جاد فجاءت مفاجأة أهم من الغلاف ،فلم تكن نيللى لتكون نيللى لولا عبد الوهاب وأحمد رجب !، تحدثت نيللى عن الأستاذ والموسيقار الذى اختارها من صوتها لكى تشاركه بطولة المسلسل الإذاعى (شىء من العذاب ) عن قصة أحمد رجب ،وكانت مصر كلها تستمع إلى شىء من العذاب الذى أذيع عام 1966 وسأل الناس عن صوت تلك البنت التى هربت من جريمة قتل زوج والدتها بعد أن أغتصبها ولجأت إلى بيت النحات والفنان التشكيلى الذى وقع فى غرامها ودخل فى صراع من تلميذه الذى وقع هو الآخر فى غرامها ، وتدور فلسفة القصة حول معنى الحب والخوف من المجهول ،كان صوت الفتاة مثيراً للشفقة والتعاطف ، ولكن من هى نيللى هذه ؟!، واكتشفوا أنها شقيقة فيروز العفريتة ونجمة الشباك مع أنور وجدى،الجميل فى الموضوع أن الأستاذ عبد الوهاب لم يكتف بوجود نيللى معه فى المسلسل ،لكنه سعى لتقديم صورتها للناس ،وعندما طلبت منه الإذاعية المصرية الكبيرة ليلى رستم تسجيل حلقة تليفزيونية عن المسلسل لم يذهب بمفرده بل اصطحب معه نيللى التى خطفت القلوب بملامحها الرائقة الجميلة بعد أن فتنتهم بصوتها، وراح الأستاذ يتحدث بنبرته المميزة عن خفة روح نيللى وحضورها وعدم خوفها من التعامل مع الميكرفون ، ومن حسن الحظ أن هذه الحلقة من البرنامج متوفرة على اليوتيوب،وتظهر فيها نيللى وهى فى غاية الخجل من ثناء الأستاذ بينما الكاميرا لا تتوقف عن نقل تعبيرات وجهها وملامحها الجميلة ، ووصل تأثير المسلسل إلى صلاح أبوسيف الذى أعاد تقديمه كفيلم بنفس الأسم وأسند البطولة إلى سعاد حسنى ويحيى شاهين وحسن يوسف وموسيقى فؤاد الظاهرى، فشكراً للكواكب وللمصور العبقرى فاروق عبد الحميد ولن أتوقف عن الحلم ببروزة هذا الغلاف بعد هذه القصة القصيرة.
قريبا : حكايات بنت اسمها نيللى