فعلها أشرف محمود ووضع كتابا مهما فى المكتبة العربية ( الركض بالكلمات ـ الرياضة فى ملعب الأدب ) وسعادتى الشخصية بهذا الكتاب تفوق سعادة المؤلف نفسه ، ذلك لأنه يوثق علاقة الثقافة بالرياضة وكرة القدم تحديدا وهى الفكرة التى حاولت توصيلها من خلال كتابى (المثقفون وكرة القدم ) لكن الكاتب والناقد الرياضى الكبير أكمل الثغرة الناقصة وجاء بعشرات القصائد والروايات التى ركضت فى ملاعب كرة القدم وأضاف الإبداعات التى كتبت فى سباقات الخيول وفى الفخر بالنادى وفى تمجيد البطولات وتخليد أصحابها على لسان الشعراء الأدباء، فجاء الكتاب كنزاً وافراً من المعلومات الموثقة البسيطة بأسلوب سهل العبارة وهو ما دفع كاتبا روائيا كبيرا فى قامة عز الدين ميهوبى كى يتحمس ويكتب مقدمة ولا أروع ،حيث لم يسجل الروائى الجزائرى كلاما إنشائيا ،لكنه قرأ الكتاب كلمة كلمة وكتب مقدمة فى ست صفحات استعرض فيها علاقته كروائى بالرياضة وكيف كان الكتاب ملهما بالنسبة له ، وقال ميهوبى الذى تولى وزارة الثقافة والإعلام وترأس اتحاد الكتاب الجزائريين
والحقيقة أن الكتاب كان مدخلا لتقديم تحية واجبة للكاتب والإنسان أشرف محمود الذى يتمتع بمحبة فيّاضة من مختلف تيارات ومشارب الرياضة فى مصر فقد نجح فى صناعة صورة مختلفة لشخصيته فى الأوساط الرياضية المصرية والعربية ، وابتعد تماما عن المهاترات والترندات وارتكاب الحماقات التى يسقط فيها عشرات بكل أسف، ابتعد أشرف محمود ليقدم للمكتبة أكثر من كتاب عبر مشواره كان أهمها بالنسبة لى (المصريون والرياضة ـ الفلسفة والابتكار) وكتاب (ما الدنيا إلا ملعب كبير )، ترأس أشرف محمود رئاسة مجلة الأهرام العربى 2012 ، وهو مؤسس الاتحاد المصرى للثقافة الرياضية ،والعلاقة بينه وبين اللغة العربية علاقة خاصة جداً فهو عاشق لها وكان واحداً من أعضاء ضبط الأداء الإعلامى الرياضى ،وأصدر كتابه (فن التعليق) تطبيقا لرؤيته التى تمسك بها رافضا التفريط فيها مهما كانت المغريات ،وفى مجال الرياضة ـ كما فى كل المجالات ـ يصعب أن تتمسك برؤيتك الخاصة بل عليك الخضوع لمعايير السوق وشروط أصحاب القنوات والمحطات ، وقد اختار أشرف محمود الابتعاد عن مجال التعليق فى الفترة الأخيرة لهذه الأسباب ورفض العديد من العروض ، وعندما سألته فى ندوة بمعرض الكتاب عام 2023 عن سر ابتعاده عن الفضائيات ،ابتسم وهو يقول ( ما الدنيا إلا مسرح كبير .. وأنا فاشل فى التمثيل ).
إقراء في باتيناج…من هو السيد نصير الذي كتب عنه احمد شوقى قصيده