تتمدد فى شرفتها المطلّة على حديقة منزلها الصغيرة التى تعتنى بورودها البلدية وقرنفلها ورياحينها بنفسها يومياً، على “شيزلونج” مريح تبدأ فى تصفح مجلتها الملونة بينما يطيّر الهواء بعض أجزاء فستانها القطنى الأبيض عارى الكتفين فينسدل جزءًا منه بجانبها على الأرض ،وتبدو كأميرة جلست لتتلقى مراسم التدليل ،تعيد ذيل فستانها الى ساقيها الملهمتين أكثر من مرة لتحجب عنهما الشمس فيعيد الهواء الكرّة فتمل وتترك للهواء حرية الكشف.
فى اهتمام أنثوي نموذجي تتابع تصفح المجلة بينما يخرج “هو” إلى الشرفة ليسألها أمرا ما،لكنه وحينما يصل لباب الشرفة يقف كالممسوس،كأنما يراها للمرة الاولى
يميلٌ برأسهِ ناحية اليمين و يدفع بجسده للأمام فى بطء و تريث وكأنما هو لا ينظرُ اليها
بل يأخذُ وضعية التصوير .. أو التأمل ..أو
الانقضاض.
يتأمل تفاصيل تلك المنحوتة العجيبة فى شغف.. إنها أُنثاه التي جمعت بين بشرة هند رستُميّة شفافة كلاسيكية البياض،و”تان” أوروپي غارق فى حمّامات الشمس والرمال،
تموج نظراته من شعرها الذهبي ذي الخصلات الكستنائية و الذى يدعوه دوماً “كاس الكراميل”..والذى أقامت هى فوقه سداً بنظارتها الشمسية السوداء لتحجب عن عينيها اللوزيتين خصلات قد تشتتها و تدمع عينيها … اه ..عينيها
عيناها لامعتان و مستسلمتان لدرجة التحدى … يشبه لونُهُما لون حبّة بندق طازجة و ناعمة..و مثيرة
تكسوها رموشا يطول فيها الكلام ، نزولًا الى الكتفين اللامعين كماسة اصيلة القيت فى بحيرةٍ شفافة المياه .
وحينما يلتقى الأبيض ف أبيض .. يبدأ الحكي.
نحت للإيطالى أنطونيو كانوفا