أنت في العشرين، حسنا، سيأتى الحب والارتباط والزواج شئت أم أبيت، ستحمل رسالة كبرى فى الوجود، وربما تتحول قبل الثلاثين من مجرد عيل بيلعب ويهزر إلى مسؤل عن أنثي، إما تكون نعمة ورحمة وظلاً وارفاً وتبات ونبات، أو غير ذلك!! ففي يدك الخيوط التي جمعتها لك خلال سنوات من بساتين الحب والعشق والغرام وأشواك الحياة وتجاربها، ربما تجد ما يعينك على الاحتفاظ بأنثاك وتتويجها ملكة على عرش قلبك.. وفودكا تقدم لك بعض الأعراض التى قد تعرف منها إن كنت وقعت فى الحب أم أنك غارق فى مية البطيخ ؟!
النظرة الأولى على سلم المول
لنفترض الآن أنك تقف على السلم المتحرك في مول كبير وفجأة لمعت عين صديقتك وأنت تلتفت إليها لتسألها عن شىء، أي شىء، ونفترض أن عينيك لمعتا أيضاً! وكتمّ كل واحد منكما الكثير من الكلام وعبرّ عنه بضحكة صغيرة، أو بخجل منها جعلها تداري كسوفها، فلا تظن أن ما حدث خلال هذه اللحظات السريعة هو الحب، فأين كان الحب وانتما تتقابلان كثيراً بحكم الصداقة أو الزمالة !.
يقول لك فقهاء الحب إن ما حدث على السلم أو في المطعم هو “النظرة الأولى” من نوعها بينكما، فقد سبقتها نظرات كثيرة ولم يتأثر أحدكما. والنظرة الأولى حتى وإن كانت على هذا النحو الذي جرى بينكما، ليست دليلا على حب أيضا، بل هى بداية الوقوع في الحيرة والقلق وذهاب العقل وإجهاد البدن. فإن أنت عُدت إلى بيتك بعد نظرة السلم حائراً قلقاً مندهشا مما حدث فجأة، ومن ابتسامتك البلهاء التي ترتسم على ملامحك كلما تذكرت اللحظة، فأنت على مشارف الإعجاب لا أكثر ولا أقل. فإن أصابك الهوس بترديد اسمها واستعادة اللحظة التي جمعتكما على السلم أو في الكافيه، وانتابك حنين لرؤيتها في صباح اليوم التالى، فأنت في مرحلة “التعلق بها”. فإن أنت رأيت شالاً من القطيفة أو بلوزة من الحرير أو فردة حذاء جميلة في إحدى الفتارين واستحسنتْ أي منها عليها، وتجرأت ودخلت المحل وسألت عن الأسعار وخرجت سالماً، فأنت تحبها يا مسكين!! وفي الغد لن تتوقف عن الشراء، ولكن تذكر أنها لم تحبك بعد، حتى وإن قبلتْ الشال وتزّينت بالبلوزة في عيد ميلاد صديقتها!.
أما كيف تعرف إنها تحبك فهذا سؤال لا إجابة عنه الآن، المهم أن تختبر أنت قلبك ـ أولاً ـ وبدنك كاملاً بحثاً عن البرهان الذي يؤكد حبك وشغفك وحنينك وضعفك بالطبع. فكل ما سبق ليس دليلاً على سقوطك في الهوى، أنت في العشرينات يا رجل، والطريق مازال طويلاً، فلا تلق بنفسك في جحيم الحب قبل أن تحصل على البرهان كاملاً، فللحب علامات أكثر.
ـ فيما لو اشتبكّ القلب مع العين!
لست الأول الذي يقع في هذا المأزق العاطفى فقد سبقك ملايين من الشباب الغلابة الذين أصبحوا رجالاً اليوم، وكان بينهم صديق قديم انشغل فجأة بفتاة وشعر نحوها بحنين جارف ولم ينم ليلة كاملة وراح يقطع الشقة ذهابا وإيابا وقلبه المسكين يضخ براميل الدم هنا وهناك حتى همدت الشرايين وأُجهد تماماً. فغفا صاحبنا غفوة صغيرة على الكنبة، وفجأة استيقظ من نومه مفزوعا على صوت قلبه المُجهد يصرخ في “العين” ويتهمها بأنها السبب فيما يحدث له من لخبطة وشقلبة كيان وضخ كميات مهولة من الدم رايح جاي!! بينما العين تقفز ـ هي الآخرى ـ مثل كرة جلدية صغيرة وتحدق في القلب وشرايينه المنتفخة لينظر إليها كي يرى الإحمرار الذي ملأها وضغطّ على أعصابها فظلت مفتوحة مُسهدة حائرة تحدق في السقف والثلاجة وكوبايات المطبخ وتُعاني رائحة دخان السجائر التي عفرها هذا الإنسان، فكادت أن نتفجر وتندلق على الأرض!! ودارت رُحى معركة بين العين والقلب كان ضحيتها وشهيدها هذا العاشق المسكين الذي تتشابك أعضاء جسده أمامه وهو عاجز عن الحركة فيناجي ربه مبتهلاً :
يارب
إن لُمتُ قلبي قال لي: العين أبصرتْ!
وإن لُمتُ عيني قالت: الذنب للقلب!
فعيني وقلبي قد تقاسما دمي
فيا رب كن عونا على العين والقلب.
أرأيت ماذا يفعل الحب بالإنسان وأعضائه! فإن أنت وصلت إلى هذه اللحظة وجلست على السرير مسهداً تراقب ما يحدث فيك .. وصورتها تخايلك في كل مكان، فأنت تحبها يا مسكين! لكن البرهان لم يكتمل بعد .
ـ فيما لو وجدت نفسك في محيطها
الموضوع ليس سهلا ونحن على الشط مازلنا .. راجع نفسك وتأمل حالك فإن وجدت عقلك لا يتوقف عن التفكير فيها ويستعيد عليك ما حدث بينكما بالأمس حتى ولو كانت مجرد نظرة على السلم، فأمرك خطير إذ يُخبرك ابن حزم بأن تلك أولى علامات الحب. وابن حزم هذا ليس أمراً هينا فهو الإمام والفقيه المُجدد الذي وضع كتاب “طوق الحمامة” أحد أهم المراجع العربية والأجنبية في فنون الحب والعشق.
فالسماء قد أنعمت عليك بمن تتشابه في محاسنها وملامحها وطباعها مع خيال روحك، والأرواح ـ كما يقول مولانا ـ جنود مجندة ما تعارف منها آتلف وما تناكر منها اختلف. وقبل أن تراها كنت غير قادر على تحديد ما تريد وتشتهي روحك من صنف الإناث. أما الآن فقد اهتزّ بدنك وانشغلتْ بها روحك، فإذا وجدت نظرك لا يحيد عنها والعين تتابعها ويجن جنونك إن غابت بحثاً عن أخبارها،
كم كان عمرك عند إصدار هذا العدد من مجلة الموعد؟
فاعلم أنه الهوى وعليك أن تقتنص الفرصة، وتعلن عن خضوعك لمملكتها غير نادم ولا مغصوب.
وقديماً قال أحد العارفين بالهوى والعشق: “غريب – يا أبنائي – أمر الحب، يدفع الإنسان إلى اختيار فتاته من بين مئات النساء ومن المؤكد أن هناك من تشبهها، بل من تتفوق عليها حسناً وجمالاً لكنها بالذات تستأثر عواطفه وتمتلك كل تفكيره – إنني أتصور – يا أبنائي – أن حركة الحب لا تقل إعجازاً عن حركة الأفلاك”. فهذا قدرك ونصيبك من الهوى، والحقيقية أنني قرأت فيما بعد بيتاً شعرياً لجميل بثينة لخّص كل هذه المشاهد :
أُقلب طرفي في السماء علّه
يوافق طرفي طرفها حين ينظر
ولم أجد أروع ولا أمتع منه تعبيراً عن لهفة الشوق وتجسيداً لمعاني السهر والجنون والولع بالحبيبة، وتوقفت كثيراً أمام كلمة “طرف” ووجدت في تكرارها ثلاث مرات في بيت شعري واحد حلاوة وطلاوة وقدرة على تصوير التوحد مع المحبوبة بشكل يصعب على شاعر أخر أن يصل إليه. وكان “جميل” قد أحب “بثينة” وأحبته وتقدم لخطبتها ورفض أهلها ومنعوه رؤيتها وهددوه بالقتل فلم
يعبأ وظل على حبه حتى مات لوعة على فراقها :
فيا ربّ حببنـي إليهـا وأعطني..
المـودّة منها أنت تعطي وتمنع
وإلا فصبّرني وإن كنت كارهـا ..
فإني بها يـا ذا المعارج مولـع
تمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة ..
وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّع!.
…..
هذه أول الأعراض وأقلها خطورة ،أما باقى الأعراض من بحث عن عطرها إلى السقوط فى الحب المجوسى فسوف يحرص موقع فودكا على تقديم بعضها لك نقلا عن كتاب ( أن تحب فى العشرين )
ياااا الله ✨