عبارة (عروض الأزياء ) مثيرة للضحك ، أى عروض وأى أزياء وسط الغلاء وأسعار الزيت والسكر يا باشمهندس ، والضحك ليس فى الغلاء والنار المشتعلة فى السلع ، لكنه ضحك مثير للشجن ، فقد ولى ذلك العصر الذى كانت تدور فيه ماكينات الخياطة فى البيوت لتقليد رسومات الباترون المحشورة وسط المجلات الأسبوعية ، اختفت إبرة التريكو وجلسات الشاى واللبن والفرحة بقطعة صغيرة من التريكو حتى لو كانت طاقية أو بونيه لامؤاخذة ، على أن شمس الأزياء والموضة والاهتمام بها فى مصر المحروسة غابت قبل سنوات طويلة بطريقة الانسحاب البطىء الذى امتد من منتصف السبعينات حتى تم تجريف الهوية المصرية تماما فى الثمانينيات مع طوفان الوهابية الرهيب الذى سيطر على العقول والجيوب والأفكار والأزياء بالطبع ،حتى أصبح الشارع غارقا فى متاهة مظلمة وكئيبة إلى حد كبير، وظل عالم الأزياء والموضة يقاوم كل هذه الأجواء وظهر جيل جديد آواخر الثمانينات من خريجى كليات الفنون الجميلة والتطبيقية حاول اللحاق بأخر خيط من شمس الأزياء ، وكان يوسف نديم مبتكر فستان البلاج الذى تخرج فى كلية الفنون عام 1968 والتحق بشركة الغزل والنسيج المصرية بشرة خير بالفعل ، وبدأ يقدم تصميماته الجديدة التى بعثت روحا من البهجة ولاقت استقبالا جيدا ، وبدأ اسمه يلمع مع صديقه المصمم أحمد توفيق الذى تخرج فى نفس الكلية وشكلا سويا ثنائيا لطيفا ، لكن موضة فستان البلاج أصبحت (حراما) بعد معارك منع دخول المنتقبات إلى الشواطىء الخاصة .. وأصبح البلاج نفسه (حرام).!فضاع التصميم واختفى صاحبه مثلما اختفت عروض الأزياء.