الصورة اللي قدام حضرتك دي لسينمائي كبير اسمه محمد كامل القليوبي لديه مئات التلامذة في السينما ممن تولى رعايتهم وتكفل بتقديمهم، وهو الباحث والمثقف المصري العظيم الذي اكتشف بدايات تاريخ السينما المصرية، وأعاد محمد بيومي إلى الحياة بعد ترميم أعماله وتقديم فيلم تسجيلي طويل عنه (الزمن الضائع).
ورغم أنه لم يقدم سوى عدد قليل من الأفلام السينمائية، ترك بصمة في كل عمل قدمه، بداية من (البحر بيضحك ليه)، تأليفه وإخراجه وبطولة محمود عبد العزيز، ونجاح الموجي، وشوقي شامخ، ونهلة سلامة، ثم (ثلاثة على الطريق) تأليفًا وإخراجًا وبطولة محمود عبد العزيز، وعايدة رياض، ولطفي لبيب، وفي 1999 قدّم القليوبي (أحلام مسروقة) تأليفًا وإخراجًا وبطولة الفيشاوي وسلوى خطاب وشوقي شامخ الذي كان القليوبي مؤمنًا بموهبته لدرجة كبيرة، وفي هذا الفيلم اكتشف القليوبي هاني خليفة، وقدمه مساعد مخرج، وفي أول تجربة إخراجية لقصة كاتب آخر قدم القليوب (اتفرج يا سلام)، قصة محمد صفاء عامر وبطولة ماجد المصري وحنان ترك وعبير صبري وهاني رمزي، وكان فيلم (خريف آدم) آخر أعماله تقريبًا عن رواية الكاتب الكبير محمد البساطي، وسيناريو وحوار علاء عزام.
س: هل تتذكر مشهدًا من فيلم “ثلاثة على الطريق”؟
والقليوبي الذي تراه في الصورة هو الذي أنتج عام 2000 أكبر عدد من الأفلام في تاريخ المركز القومي للسينما، الذي تولى إدارته قبل أن تندلع حرب شراء تراث السينما المصرية، وهي الحرب التي راح ضحيتها الدكتور القليوبي، صحيح أنه لم ينزف ولم يخترق الرصاص جسده في المعركة التي وقف فيها وحيدًا رافضًا بيع تراث السينما، لكنه نزف كثيرًا من قلبه بعدها. اعتصم القليوبي في المركز الذي كان يتولى رئاسته حتى انتهت الحرب تمامًا وقد خسر هو كل شيء! تخلى عنه الأصدقاء وابتعد عنه عدد كبير من المثقفين الذين تورطوا في الصفقة الكبرى التي جرت عام 2004 حين أقدمت الشركة الشركة العربية، المملوكة للفنانة إسعاد يونس وزوجها رجل الأعمال علاء الخواجة، على بيع “800” فيلم مصري لرجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال.
هاجت الدنيا وقتها، وخصصت الصحف ملفات عن ضياع تراث السينما المصرية، واعتصم القليوبي معترضًا ورافضًا ولاطمًا الخدود.. لكن أحدًا لم يهتم أمام إغراءات الصفقة التي ما زلنا ندفع ثمنها حتى اليوم.. مات محمد كامل القليوبي وفي قلبه وجع وألم مدفون من سنوات، مات القليوبي وحيدًا وحزينًا، وبقي الذين أشعلوا الحرب ضده في أول الصفوف، وسيجتهدون في محو اسمه من الوجود حتى لا يتذكر أحد ماذا فعلوا في مصر وتراثها السينمائي، فقد كان الرجل شاهدًا على أكبر سرقة وأضخم صفقة لبيع أصول السينما وظلَّ يقاوم أذرع وسيقان الصفقة لكن الحرب كانت أشرس من أسلحته ومن مقاومته أيضًا.
أولا أشكرك لفتح هذا الملف، و لتسليط الضوء على محمد كامل القليوبي الانسان المثقف النبيل
ثانيا أود أن أضيف لفيلموجرافيا القليوبي التي ذكرتها الأفلام التسجيلية التي أخرجها بالإضافة لفيلم محند بيومي و وقائع الزمن الضائع، و هي .. تموت الظلال و يحيا الوهج – أسطورة روزاليوسف – ذاكرة مصر السينمائية – نجيب الريحاني في ستين ألف سلامة – على هذه الأرض ما يستحق الحياة – اسمي مصطفى خميس – ضد الفساد
كنت أخاف أن تموت الحقيقة ولا تدركها الاجيال الحاليه و القادمه. شكرا لتأريخ تفاصيل ما حدث للتراث السينمائي المصري الذي تم نهبه في وضح النهار و على عينك يا تاجر ..