وللكاتب الروائى والصديق سعيد نوح رواية بديعة اسمها (كلما رأيت بنتا حلوة أقول: سعاد) وقد أجبرنى أنف لبلبة المدهش على سرقة العنوان لأصف ما يحدث فى قرارة نفسى منذ عرفت أن هذه البنت الشقية اسمها لبلبة، ولم تكن كلمة أنف تناسب دهشتى، فهى مناخير صغيرة محندقة بغمازة، كان ذلك فى زمن مضى تعرفت فيه على معنى جديد ومختلف للأنوثة، فقبل ظهور لبلبة فى حياتى كانت كل البنات حلوة عادى، فإن لم تكن متماسكة الجسد فهى تمتلك عيونا جذابة ، وإن لم تكن ملفوفة
الأصابع فيكفى استدارة صدرها، وإن لم تكن كذا أو كذا كذا فلديها خبيئة هنا أو هناك، لكن أن يكون للفتاة أنف يحتضن كل هذه الأنوثة فى حركة بسيطة منه فهذا ما لم يحدث قبل أن تغمزنى أنف لبلبة وهى تضحك أو تتحدث أو تبكى حتى، فما بالك لو غمزت بشقاوة! لا تقول لبلبة أنا بنت حلوة وجسمى ملفوف أو أنا بنت مثيرة .. هى تغمز غمزة الأنف المحندق المخلوق على مقاس حلاوتها، تتحرك كل كيمياء جسدها ورو حها لتسكن هنا فى هذا الأنف وعند الأرنبة تحديدا، فأرنبة أنف لبلبة ستحملك سريعا إلى عينين ضاحكتين تتعدد ألوانهما كبحر من والحلاوة والفرحة، ماهذا الأنف يارب العالمين ؟!، وماهذه البنت أصلا ؟
هذه البنت أصلا استثنائية فى كل شىء حتى فى الحب، وياحسرةً على لبلبة فى الحب وحظ لبلبة الذى أوقعها صغيرة جدا فى حب حسن يوسف، تمسكت الطفلة بالنجم الصاعد ولم تكن تقل شهرة عنه بالمناسبة، مولودة هى ترقص، رضعت الفن فى فى بزازة الينسون وماء غريب، لم تكن قد بلغت السادسة من عمرها حين شاهدها نيازى مصطفى فقال كما قلت أنا : سبحان الله على الخفة، وقال هذه (لبلبة) وقد كان، أصبحت تونيا الطفلة هى لبلبة الطفلة أيضا!،الطفلة التى تبهر الناس بتقليد الأستاذ فريد الأطرش أو البرنس عمر الجيزاوى، بنفس الأنف الصغير تسرق الضحكات وأمنيات الستات بأن تصبح إحدى بناتهن شبه هذه اللبلبة الملفوفة من الخفة والجمال والحلويات.
لا تستهين بالأنف عموما ولا بأنف لبلبة على وجه الخصوص، فهناك رجال عظماء كل رأسمالهم هو (الأنف)، وعندما يناديهم الناس بـ (أنف) يشعرون بالفخر والكبرياء، ففى عالم العطورهى العقل الذى لاينام ، وفى بلاد الفرنجة من الفرنسيين لا يصل البروفيسيور إلى درجة بروفيسير إلا إذا منحوه لقب (أنف) فهى حاسة العظماء الذين يمتلكون مهارة التركيب والابتكار فى هذا العالم الساحر المحفوف بالملائكة، وكثيراً ما نامت الطفلة ذات الأنف الساحر فى الاستوديو على نفسها، وكان عبد الحليم يعانى معها من هذا الموضوع الطفولى، كان يعتبرها فاكهة حفلاته الكبيرة ،وفى السهرات الممتدة كانت الفقرة الأخيرة محجوزة للعندليب بالطبع ، فكانت الفرقة الموسيقية بكامل أفرادها تصطف على المسرح انتظارا لفقرة الفنانة لبلبة التى توقظ النائم وتصهلل النعسان وتنكش المخنوق وتخطف ضحكات الستات وهى تسخر من الرجال وشنبات الرجال، وتدب الحركة والحيوية قبل أن يصعد العندليب بآهات الليل، لم تكن لبلبة قد بلغت الثامنة عشر حين تعلقت بالفتى الوسيم حسن يوسف تعلق الأنثى التى تريده زوجا، وسواء كان حسن ابن الجيران أو النجم الصاعد فإن البنت دبدبت بقدميها على الأرض للست والدتها!، وانتفخ أنفها من العياط والفنهقة والنهنة والشحتفة، والأم العاقلة الرصينة ترفض هذا الجنون لفتاة صغيرة ، لكن القدر سبق الحذر، وتزوجت لبلبة ولم يستمر زواجها، ومن يومها طوت لبلبة جراحها كطير اعتاد الناس سماع تغريده،عادت وحيدة تستند إلى أنفها نافذة تشم منها الحياة والرقص والجمال وتمنحنا البهجة.
لبلبة …..خفة دم و شقاوة و جراءة بنات إعدادى و ثانوى و الضحكة الصافية بدون رتوش أو مكياج صارخ ….
فى كل عائلة….فيها لبلبة صغيرة ….لكن لما تكبر بتتحول لبنت وحش الشاشة….