فى ساعة ونصف، قرر ونفذ الكاتب الراحل أحمد رجب “مقلب كبير” ألحق الفضيحة بأربعة من كبار نقاد الأدب في بداية الستينيات: “عبدالقادر القط، سعد أردش، رجاء النقاش، عبدالفتاح البارودي”.
كتب أحمد رجب أى كلام يا عبسلام، عبارات غير مترابطة فى حوار مسرحى تائه، وكانت موضة النقاد وقتها الهوس باللامعقول ومسرح العبث الذى ظل غامضا حتى اليوم إلا على من رحم ربى، لطع أحمد رجب عبارة من الشرق وآخرى من خلف الغيوم والظلال الكثيفة ،فالبطل يقول: نعم، والحوائط تتحرك، وبائعات الهوى يقفن على أعمدة الإضاءة بينما مروحة السقف تجذب الهواء الفاسد!!، وعرض أحمد رجب مسرحيته المسلوقة (الهواء الفاسد) على النقاد الكبار على إنها لكاتب مجهول، وشمّر الأربعة سواعدهم وهاتك يا كتابة فى جماليات النص وروح العبث التى تعكس الواقع المأزوم!.
“النقاد إياهم”، مصطلح أطلق عليها وقتها من باب السخرية، كونهم -شربوا مقلب أحمد رجب- وراحوا يكيليون المديح لمسرحية أشبه بالفخ ألفها 1963 تحت عنوان “الهواء الأسود” للسخرية من “مسرح اللامعقول” الذى وفد إلى مصر فى تلك السنوات كتقليعة مسرحية كانت حديث الناس وموضع جدل شديد بين النقاد.
عزيزى أحمد رجب :
لم يتغير شىء مازال الهواء فاسدا ومازال أنصاف المثقفين يتحكمون فى المشهد ومازالت لعبتك القديمة صالحة لإثارة الدهشة، ولو عرضنا الهواء الفاسد اليوم على عشرات المثقفين والصحفيين والنقاد لسقطوا جميعا فى اختبارات الإملاء.